إنجاز إماراتي جديد - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

لم يكن بمقدور دولة الإمارات تحقيق الإنجاز الثاني عشر في إطلاق سراح 300 أسير روسي وأوكراني (150 أسيراً من كل جانب) لولا نهج السلام الذي تتبناه، وما تحظى به من تقدير واحترام وموثوقية لدى الطرفين، وكوسيط قادر على القيام بدور إنساني مميز، ودبلوماسية أثبتت نجاحها وجدارتها في استخدام ما لديها من وسائل وأدوات تجعل الجميع يثقون بقدرتها وحرصها على أن تكون وسيطاً نزيهاً ومحايداً.
منذ عام 2024 نجحت وساطات الإمارات في تحرير 2883 أسيراً من الجانبين، وهو ما يدل على الاحترام والعلاقات المميزة التي تجمع دولة الإمارات بالبلدين، وتأتي تجسيداً لنهج السلام العالمي الذي تتبناه قيادتها الرشيدة، وتأكيداً لدورها الريادي كوسيط عالمي موثوق به، وداعم للمبادرات الدبلوماسية، ومسارات الحل السلمي التي تهدف إلى تحقيق السلام على المستويات كافة.
وعندما تؤكد وزارة الخارجية الإماراتية أنها «ستواصل دعم كافة الجهود الدبلوماسية للوصول إلى حل سلمي للنزاع في أوكرانيا والتخفيف من الآثار الإنسانية الناجمة عن الأزمة كاللاجئين والأسرى»، إنما تؤكد أنها سوف تمضي في القيام بهذا الدور، ولن توفر جهداً في السعي لإطلاق سراح المزيد من الأسرى، والتخفيف من المعاناة الإنسانية جراء تداعيات الحرب الأوكرانية، وتوظيف كل ما لديها من وسائل لحمل الطرفين الروسي والأكراني على التوصل إلى حل سلمي يضع حداً للمأساة التي زادت على سنتين، وأدت إلى خسائر بشرية ومادية هائلة، وفاقمت من المخاطر التي تهدد السلام العالمي.
تبدو الدبلوماسية الإماراتية في الأزمة الأوكرانية بمثابة قاطرة سلام تشق طريقها وسط مصاعب تراكمت خلال الحرب، واصطفافات دولية زادت من مخاطرها وحدتها، ولكنها نجحت وأثبتت قدرتها على تحقيق ما عجز عنه غيرها، وذلك ليس هيناً في عالم يمر بمرحلة من الاضطرابات والمخاطر والتحديات غير المسبوقة.
وليس هيناً أيضاً، الإصرار على القيام بدور الإطفائي في عالم يجهد فيه البعض على إشعال الصراعات والخلافات وتوسيع مساحة النار، ومحاولات فرض الحلول بالقوة، في مسعى للهيمنة والاستئثار. كما ليس هيناً أن تبادر الإمارات بهذا الدور المميز وهي تعرف أنها تقوم بما يشبه المعجزة، لأنها آلت على نفسها أن تتحمل هذا الدور مهما كانت الصعاب، إيماناً برسالتها الإنسانية التي فطرت عليها وصارت نهجاً وجزءاً من تاريخها، كدولة محبة للسلام والتعايش والحرية والعدالة والتسامح، ملتزمة بميثاق الأمم المتحدة وحق تقرير المصير وعدم التدخل في شؤون الغير، وساعية لإقامة شراكات مع جميع دول العالم لما فيه خير الشعوب في التنمية الشاملة.
إن نجاح دولة الإمارات مجدداً في إطلاق دفعة من الأسرى الروس والأوكرانيين للمرة الثانية عشرة، يجب أن يكون درساً لبقية دول العالم في أن الحروب لا تجلب إلا الكوارث، والمآسي الإنسانية، وأن الدبلوماسية الإنسانية، والحلول السلمية هي الجسر الذي يربط البشرية ويخفف معاناة العالم وينقذه من الحروب.
إنها إمارات السلام التي تحمل للعالم الأمل والرجاء.. لقد أعدت للسلام جيوشه من خلال دبلوماسية إنسانية راسخة، لها خططها وأهدافها وثقة بالنفس في كسب معاركها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق