منى البلوشي
الفنون الشعبية في بلدنا تعدّ جزءاً أصيلاً من التراث الثقافي والاجتماعي للدولة؛ حيث تعكس هذه الفنون القيم والتقاليد التي تناقلتها الأجيال عبر الزمن، وتعكس حياة المُجتمع الإماراتي وتجاربه اليومية، وتظهر تأثيرات البيئة البحرية والصحراوية في حياة الناس، ما ساهم في تشكيل هويتهم الثقافية.
وتشمل الفنون الشعبية الإماراتية مجموعة متنوعة من الفنون الأدائية، مثل الرقصات والأهازيج والأغاني التقليدية، وكذلك الحِرف اليدوية التي تعكس الإبداع والتراث الغني، ومن أبرزها (رقصة العيالة) التي تعتبر من أشهر الفنون الجماعية، وتعبّر عن القوة والوحدة؛ حيث يؤديها الرجال باستخدام عصيّ الخيزران على إيقاع الطبول، وكذلك (فنّ الحربية)، و(فن اليولة) من الفنون الشعبية الشهيرة التي تحمل معانيَ تراثية عميقة، وتمثل جزءاً لا يتجزأ من الاحتفالات والمُناسبات الوطنية الاجتماعية، ومن الفنون الشعبية الأكثر انتشاراً (العازي والعسكرية والبحرية)، التي تقدّمها الفرق المحلية على شكل عروض فولكلورية وتراثية، واستعراضات إماراتية، وتتجلى هذه العروض في المهرجانات.
وتمثل الفنون الشعبية التنوع الثقافي والاجتماعي للدولة؛ حيث إنها ترتبط بالعادات والتقاليد، وشهدت على مر السنوات حضوراً لافتاً في المهرجانات والمحافل التراثية والثقافية والفنية داخل الدولة وخارجها، وتتلاقى الفنون الشعبية باختلاف مناسباتها وأحداثها الاجتماعية، وتتباين وتختلف باختلاف الأعمال والمهن المرتبطة بها، وفي كل فترة يطرأ تطور على هذه الفنون الشعبية، من خلال كلمات القصائد والأشعار، أو من خلال إدخال الآلات الموسيقية وإيقاعها، مع اختلاف بعض مساراتها اللحنية والأداء الحركي.
فالفرق الشعبية تحرص على استعراض جمال الموروث الفني لدى الشعب الإماراتي، بما له من سمات متفردة؛ حيث كانت بمثابة جسر للتواصل الحضاري مع العالم في مختلف المناسبات والمهرجانات التراثية داخل الدولة مثل (مهرجان الشيخ زايد)، و(مهرجان قصر الحصن)، و(مهرجان أيام الشّارقة التراثية).
وتحظى الفُنون الشعبية بالدعم القوي والاهتمام منقطع النظير من القيادة الرشيدة؛ حيث شهدت العديد من المشاريع الثقافية مثل (سباق القفال) المتخصص بتاريخ الغوص، وكذلك (سباق دلما التاريخي) المُتعلق بالمحامل الشراعية، و(مهرجان الشيخ زايد) المتخصص بالثقافة والتراث، وتولي دولتنا اهتماماً واسعاً للفنون الشعبية بمختلف أنواعها؛ حيث تشهد فرق الفنون الشعبية دعماً ملحوظاً، باعتبارها جزءاً من ثقافة المجتمع ومكونات هويته، لتظل في الواجهة في مُختلف المُناسبات الرسمية والتراثية، لتقديم إيقاعات في حب الوطن.
ستبقى الفنون الشعبية لوحة فنية يرسم معالمها فنانون مهرة، يجيدون عملها بإتقان يبهر كل من رآها؛ لتظل جزءاً من مكنوننا الشعبي والتراثي الذي نباهي به، لنثبت أحقيتنا بالتفوق في وجودنا الأزلي.
[email protected]
0 تعليق