«المجلة العلمية الأمريكية»

لطالما كانت فيضانات البحيرات الجليدية، موضوعاً مثيراً للقلق بين العلماء الذين يدرسون تأثير ذوبان الأنهار الجليدية على المناطق الجبلية.
وألقى فريق البحث بجامعة بوتسدام الألمانية الضوء على العوامل التي تؤثر في خطر فيضانات البحيرات الجليدية. ومن خلال تحليل صور الأقمار الصناعية لنحو 1700 فيضان موثق لبحيرات جليدية في 13 منطقة حول العالم منذ عام 1990 إلى نهاية عام 2024، اكتشف الباحثون رؤى مهمة حول ديناميكيات هذه الظواهر الطبيعية.
وكشفت دراسة أجرتها الجامعة أن خطر فيضانات البحيرات الجليدية لا يتحدد فقط من خلال العدد المتزايد للبحيرات الجليدية ومساحتها. وعلى النقيض من الافتراضات السابقة، وجد الباحثون أن مساحات البحيرات المغطاة بالسدود الجليدية آخذة بالتناقص، في حين ظلت مساحات البحيرات المغطاة بالسدود الجليدية ثابتة نسبياً خلال فترة الدراسة.
وعلى الرغم من المخاوف بشأن احتمال حدوث فيضانات أكبر وأكثر تواتراً في البحيرات، لم يتمكن الباحثون من تحديد اتجاه واضح نحو زيادة حجم أو شدة هذه الفيضانات. ويخالف هذا الاكتشاف التصورات الحالية حول العلاقة بين ديناميكيات البحيرات الجليدية وخطر الفيضانات.
فهم العوامل التي تسهم في خطر فيضانات البحيرات الجليدية أمر بالغ الأهمية، لتقييم المخاطر واستراتيجيات التخفيف منها بفعالية. ومن خلال إدراك التفاعل المعقد بين ديناميكيات الأنهار الجليدية وتكوين البحيرات وإمكانية حدوث الفيضانات، يمكن للباحثين التنبؤ بشكل أفضل بهذه المخاطر الطبيعية والاستعداد لها.
وتسلط نتائج هذه الدراسة الضوء على الحاجة إلى اتباع نهج دقيق لتقييم مخاطر الفيضانات التي قد تتعرض لها البحيرات الجليدية، مع الأخذ في الاعتبار الخصائص المحددة لكل بحيرة والبيئات المحيطة بها. ومن خلال دمج هذه الرؤى في ممارسات إدارة المخاطر، يمكن للمجتمعات بالمناطق الجبلية تعزيز قدرتها على الصمود في مواجهة أحداث الفيضانات المحتملة.