قمة بروكسل تشدد على تعزيز الدفاع الأوروبي ودعم أوكرانيا - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

التقى قادة دول الاتحاد الأوروبي والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الخميس، في بروكسل في قمة طارئة حول أوكرانيا، تهدف إلى تعزيز الدفاع الأوروبي وطمأنة كييف، على ضوء التحول التام في سياسة الولايات المتحدة وتحالفاتها التقليدية في عهد الرئيس دونالد ترامب.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لاين لقادة دول الاتحاد أن «أوروبا تواجه خطراً واضحاً وآنياً بحجم لم يعرفه أي منّا في حياته». وأضافت إن أوروبا وأوكرانيا تواجهان «لحظة حاسمة». وأوضحت خلال افتتاح القمة الاستثنائية في بروكسل: «تواجه أوروبا خطراً واضحاً وقائماً، وبالتالي يتعين عليها أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها، كما علينا أن نمنح أوكرانيا الوسائل اللازمة لحماية نفسها، والعمل من أجل سلام عادل ودائم».
ومن الجانب الأوروبي، تعهد التكتل تقديم نحو 30 مليار يورو لأوكرانيا خلال عام 2025، ولا ترى دول عدة ضرورة لزيادة هذا المبلغ في الوقت الحاضر.
وفي سياق التقلبات الجذرية التي طرأت على الوضع الجيوسياسي جراء مواقف ترامب، كشفت المفوضية الأوروبية عن خطة لـ«إعادة تسليح أوروبا» تقضي برصد نحو 800 مليار يورو.
وفي هذا السبيل، يجري بحث السماح للدول الأعضاء بزيادة إنفاقها العسكري بدون إدراجه ضمن العجز في ميزانياتها.
وقررت ألمانيا استثمار مبالغ طائلة في قدراتها العسكرية، ودعت من أجل ذلك إلى إصلاح قواعد الميزانية الأوروبية المتشددة، ما أثار ذهول العديد من الدبلوماسيين الأوروبيين، بعدما كانت تتمسك حتى الآن بنهج مالي صارم بشأن العجز.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عشية قمة بروكسل في كلمة إلى الفرنسيين أنه يعتزم «فتح النقاش الاستراتيجي» حول وضع أوروبا تحت حماية المظلة النووية الفرنسية. وأكد ماكرون أن موسكو «حولت النزاع الأوكراني إلى نزاع عالمي»، مشدداً على أن «الوقوف متفرجين سيكون من الجنون».
واعتبر رئيس الحكومة البولندية دونالد توسك أن اقتراح الرئيس الفرنسي فتح النقاش بشأن توفير مظلة حماية لأوروبا بواسطة الترسانة النووية الفرنسية هو «واعد جدّاً». قال أمام صحفيين إن المظلّة النووية «هي ما قد يمنحنا ميزة كبيرة جدّاً على روسيا». وتابع «الأهميّة تكمن في التفاصيل، كما هي الحال دوماً، لكن عرض فرنسا هو أمر واعد جدّاً». واعتبر توسك أنه في ظلّ سباق التسلّح فلا بد لأوروبا من أن «تواجه تحدّي السباق إلى الأسلحة هذا وتكسبه».
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس إن بعض الناس نسوا ما حدث لنابليون، وذلك بعد يوم من وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لروسيا بأنها تهديد لأوروبا، واقتراحه مناقشة توسيع الحماية التي توفرها الترسانة النووية الفرنسية لشركائها الأوروبيين. وأشار بوتين بذلك إلى الإمبراطور الفرنسي الذي قاد الجيش عبر روسيا حتى وصل إلى موسكو في عام 1812، لكنه اضطر بعد ذلك إلى الانسحاب بشكل يائس في الشتاء مع خسائر فادحة في الأرواح. وقال بوتين في تصريحات تلفزيونية «لا يزال هناك أشخاص يريدون العودة إلى زمن نابليون، وينسون كيف انتهى الأمر»، دون أن يذكر ماكرون بالاسم.
وحذّر المستشار الألماني أولاف شولتس الخميس من «سلام مفروض» على أوكرانيا، فيما يثير تقارب واشنطن مع موسكو مخاوف من فرض تسوية غير مؤاتية على كييف. وقال خلال القمة الاستثنائية «من المهم جداً أن نضمن ألا تضطر أوكرانيا لقبول سلام مفروض، بل أن يكون سلاماً عادلاً ومنصفاً يضمن سيادة واستقلال» البلاد.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن موسكو لا ترى «أي مجال للتسوية» حول مسألة نشر قوات أوروبية لحفظ السلام في أوكرانيا.
وأشاد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الخميس بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الذي وصف النزاع في أوكرانيا بأنه «حرب بالوكالة». وقال بيسكوف إن التصريحات «تتوافق تماماً» مع رأي الكرملين، مضيفاً «نحن نوافق على ذلك (...) قلنا مراراً إن هذا الصراع في الواقع هو صراع بين روسيا والغرب».
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته الخميس، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوضح التزام الولايات المتحدة والتزامه الشخصي تجاه الحلف. وأضاف روته خلال مؤتمر صحفي إلى جانب الرئيس البولندي أندريه دودا «الشراكة عبر الأطلسي تظل الأساس لتحالفنا».
ميدانياً، قتل أربعة أشخاص ليل الأربعاء الخميس في أوكرانيا جراء ضربات روسية في كريفي ريغ (وسط) وسومي (شمال)، وفق السلطات المحلية.(وكالات)

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق