بيروت - «الخليج»، وكالات:
احتدمت المواجهات عند الحدود الجنوبية للبنان، أمس الخميس، وسط محاولات إسرائيلية فاشلة ومتكررة للتوغل البري في أكثر من محور، لاسيما في محور اللبونة جنوبي الناقورة الذي شهد المحاولة الثامنة للتوغل منذ أكثر من أسبوعين لكن دون جدوى، وتصاعدت وتيرة الغارات الجوية التي استهدفت البقاع والجنوب مخلفة مزيداً من المجازر والدمار الهائل، وتعمدت تدمير وتخريب الأماكن الأثرية والمزارات الدينية في القرى الحدودية وأماكن متفرقة من البلاد، في حين أكد «حزب الله»، أن الجيش الإسرائيلي «لم يسيطر بالكامل» على أي قرية في جنوب لبنان.
بوريل: مهمة اليونيفيل ستستمر رغم الاستهداف
يأتي ذلك، بينما حذر الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من أن الأمم المتحدة تتعرض لهجوم من إسرائيل على كل الجبهات، مؤكدا أن مهمة اليونيفيل في لبنان يجب أن تستمر.
وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي صباح أمس، غارات عنيفة على مدينة صور، وغارات أخرى على عدد من القرى بمحاذاة نهر الليطاني، وشن غارات على محيط البويضة تحت مار الياس.- مرجعيون، والعديسة وأرنون لمرتين. ولم تتوقف مدفعية الجيش الإسرائيلي عن استهداف بلدات الخيام، كفركلا، محيط الطيبة، رب ثلاثين، مركبا، حولا وسهل مرجعيون بالقذائف الثقيلة. وأطلق الجيش الإسرائيلي نيران رشاشاته الثقيلة باتجاه جبلي اللبونة والعلام بالقطاع الغربي وبغزارة محاولاً سحب آلياته التي استهدفها مقاتلو «حزب الله» بالتزامن مع قصف مدفعي للمنطقة. كما تعرضت بلدات عيتا الشعب، رامية، القوزح، دبل، بيت ليف لقصف مدفعي مباشر ونيران أسلحة ثقيلة مشطت الأودية والأحراج المحيطة بالبلدات المذكورة، وكذلك كفرشوبا وأطراف بلدة شبعا. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي بعد ظهر أمس سلسلة غارات جوية استهدفت مدينة بنت جبيل وعدداً من القرى المجاورة.
ووجه الجيش الإسرائيلي إنذاراً إلى سكان منطقة صور وتحديداً الموجودين في مبنى بمنطقة الحوش جنوبي المدينة والمباني المجاورة له وفي مبنى آخر في بلدة العباسية شمالي صور، ولأهالي البرج الشمالي قبل استهداف مبنى الهيئة الصحية الإسلامية فيه، ولأهالي بلدة طير دبا الحدودية، علماً بأن هذه البلدة تعرضت الأربعاء لغارة أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص.
وفي البقاع، استهدفت 3غارات إسرائيلية معابر حدودية في القصر وجرماش والحرف في قضاء الهرمل. كما شنت طائرات إسرائيلية غارة على محيط بعلبك. وكانت طائرات إسرائيلية استهدفت أماكن أثرية وتاريخية ودينية في عدد من بلدات الجنوب والبقاع، وآخرها ما جرى لبلدة محيبيب الصغيرة التي تم نسف بيوتها بالكامل تقريباً والتي تضم مزاراً دينياً.
في المقابل، دوت صفارات الإنذار في حيفا وعكا ومناطق واسعة في الجليل الأعلى. وتم رصد إطلاق صواريخ من لبنان على حيفا وخليجها وعكا ومحيطها. وفي المحاور البرية، تصدى «مقاتلو» حزب الله «لمحاولة دخول جنود إسرائيليين في محور رامية - القوزح – دبل، وأوقعوهم بين قتيل وجريح وشوهدت المروحيات تدخل إلى مكان الاشتباك لنقلهم. كما شوهدت النار تشتعل في إحدى آليات القوات الإسرائيلية في تلة جبل اللبونة قرب الناقورة. وأعلن «حزب الله» في سلسلة بيانات أن مقاتليه استهدفوا تجمعاً لجنود إسرائيليين في منطقة السدانة وفي مزرعة برختا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. كما استهدف مستوطنة كريات شمونة بصلية صاروخية، وكذلك مستوطنة كفر فراديم. وأعلن أيضاً عن استهداف دبابتي ميركافا في مرتفع اللبونة بالصواريخ الموجّهة، ما أدى إلى احتراقهما ووقوع طاقمهما بين قتيل وجريح، وعن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين بين كفركلا والعديسة بقذائف المدفعية وتحقيق إصابات مباشرة فيه، وتجمع آخر عند بوابة مستوطنة مسكاف عام بصلية صاروخية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية مساء أمس الخميس، أن 5 عسكريين بينهم ضابطان قتلوا وأصيب 8 آخرين بجروح خطيرة، في المعارك مع قوات «حزب الله» في المناطق الجنوبية من لبنان.
وفي السياق، قال النائب في «حزب الله» حسن فضل الله خلال مؤتمر صحفي في البرلمان «إلى اليوم لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من السيطرة الكاملة على أي قرية ولم يستقر في أي قرية، فهو يعتمد سياسة (دمّر، صوّر واهرب)» متهماً إسرائيل ب«اتباع سياسة الأرض المحروقة من خلال التدمير الممنهج» للمناطق الحدودية. وقال إن «خيار قيادة الحزب مواصلة القتال بكل الوسائل التي تحتاجها المواجهة من أجل منع إسرائيل من تحقيق أهدافها وإجبارها على وقف عدوانها».
من جهة أخرى، قال بوريل: إن هجوم إسرائيل على منظمات الأمم المتحدة غير مقبول، معرباً عن أمله بأن «يندد مجلس الاتحاد بالهجمات الإسرائيلية على اليونيفيل». وأكد بوريل، أن اليونيفيل ستبقى وتقوم بعملها وأضاف أن هجمات إسرائيل على اليونيفيل تعني أن «نظام الأمم المتحدة يتعرض للهجوم». وتابع قائلاً «اليونيفيل لديها مهمة. جنودها في خطر. لكن الدول الأعضاء (في الاتحاد الأوروبي) قررت أن قواتها ستبقى».
ومن جهته، قال وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو: إن مهمة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان حيوية لإنهاء الحرب في المنطقة ويجب تعزيزها وليس سحبها من مناطق القتال كما طالبت إسرائيل. وقال كروزيتو أمام البرلمان الإيطالي، أمس الخميس: «يتعين على إسرائيل أن تفهم أن هؤلاء الجنود (التابعين للأمم المتحدة) لا يعملون لمصلحة أي طرف. إنهم هناك للمساعدة في الحفاظ على السلام وتعزيز الاستقرار في المنطقة».
0 تعليق