استمرت، لليوم 424 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الغارات المدمرة، خصوصاً في الشمال الذي يشهد حرب إبادة غير مسبوقة، حيث دمر قصف ببراميل متفجرة أحياء سكنية بالكامل في مشروع بيت لاهيا بالتوازي مع أوامر إخلاء جديدة في خان يونس، بينما دق برنامج الأغذية العالمي ناقوس الخطر، مؤكداً أن أزمة الجوع والتجويع الإسرائيلي الممنهج تتفاقم في غزة.
وأعلنت وزارة الصحة في القطاع، أمس، أن حصيلة العدوان المستمر منذ أكثر من عام في قطاع غزة ارتفعت إلى 44502 قتيل على الأقل. وقالت الوزارة في بيان إنها أحصت بين يومي الاثنين والثلاثاء 36 قتيلاً و96 إصابة نُقلوا إلى المستشفيات، مؤكدة أن العدد الإجمالي للجرحى ارتفع إلى 105454 منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
وقال مسعفون إن الجيش الإسرائيلي نفذ ضربات قتلت 14 فلسطينياً على الأقل في أنحاء غزة، معظمهم في بلدة بيت لاهيا على الحافة الشمالية، فيما أصدر أوامر إخلاء جديدة في جنوب القطاع الصغير.
وأوضحوا أن ثمانية أشخاص لاقوا حتفهم جراء سلسلة الضربات الإسرائيلية على بيت لاهيا في حين قُتل أربعة آخرون في أماكن أخرى من مدينة غزة.
وقال مسعفون إن ضربة جوية إسرائيلية لاحقاً تسببت في مقتل شخصين وإصابة آخرين في مخيم جباليا.
ويعمل الجيش الإسرائيلي في جباليا وكذلك في بيت لاهيا وبيت حانون منذ أكتوبر/تشرين الأول. وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن عملياته في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون متوقفة حالياً لما يقرب من أربعة أسابيع بسبب الهجمات الإسرائيلية على فرقه ونقص الوقود.
وقال إن 13 مركبة من أصل 27 في وسط وجنوب قطاع غزة توقفت عن العمل أيضاً بسبب نقص الوقود. وأضاف أن 88 من أفراد خدمة الطوارئ المدنية قُتلوا وأُصيب 304 واحتجزت إسرائيل 21 منذ بدء الحرب.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن 6 ضحايا وعدداً من المصابين سقطوا في قصف الاحتلال الإسرائيلي على مدرسة الفلاح التي تؤوي نازحين بحي الزيتون في مدينة غزة.
وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إجلاء لسكان الأحياء الشمالية في خان يونس، جنوب قطاع غزة، مشيراً إلى إطلاق مسلحين صواريخ من تلك المناطق. ودفعت الأوامر لعمليات نزوح سريع للعائلات، معظمها قبل الفجر.
ويقول مسؤولون فلسطينيون ومن الأمم المتحدة إنه لا توجد مناطق آمنة في القطاع. ونزح معظم سكان القطاع وعددهم 2.3 مليون نسمة إلى مناطق أخرى داخل غزة، وبعضهم نزحوا حوالي عشر مرات منذ اندلاع الحرب العام الماضي.
من جهة أخرى، أعلنت «كتائب القسام» الجناح المسلح لحركة «حماس»، أمس الثلاثاء، قنص جندي إسرائيلي في بلدة جباليا شمال قطاع غزة، فيما تتواصل الاشتباكات بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وقوات الجيش الإسرائيلي في محاور التوغل المختلفة خاصة بمحافظة الشمال.
وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أن الفصائل الفلسطينية لم تستسلم بمنطقة جباليا في قطاع غزة، مؤكدة نجاح الفصائل بشكل مستمر في تعقّب قوات الجيش الإسرائيلي في جباليا.
وتابعت الصحيفة «أكثر من 30 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً قتلوا خلال المواجهات في جباليا خلال هذه العملية، كما أن متوسط عدد القتلى يبلغ مقاتلاً واحداً كل يومين، بما في ذلك قائد اللواء 401».
وفي 5 أكتوبر الماضي، اجتاح الجيش الإسرائيلي شمال قطاع غزة بذريعة «منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة»، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجيرهم، تحت وطأة قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
ومع تزايد المعاناة اليومية في غزة، حيث يفتقد السكان لأبسط مقومات الحياة من غذاء ومأوى، حذر كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، من أن «مستوى اليأس» بين السكان في القطاع يتزايد بشكل خطير.
وأوضح سكاو أن برنامج الأغذية العالمي واجه صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات إلى ما بين 300 ألف و400 ألف فلسطيني في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، بسبب الهجمات العسكرية الإسرائيلية المستمرة وعمليات نهب القوافل.
ووصف الوضع بأنه «انهيار شامل للنظام المدني»، ما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في ظل شتاء قاسٍ يعيشه سكان القطاع.
من جهتها، اعتبرت تل أبيب، أمس، النداء الذي أطلقته باريس ولندن وبرلين يوم أمس الأول الاثنين ويدعو إلى إتاحة دخول المساعدات الإنسانية «بلا عوائق» إلى غزة في مواجهة «الوضع الكارثي» في القطاع، «مخيباً للآمال بسبب عدم تطرق النداء لهجوم 7 أكتوبر».
وزعم أورين مارمورستين، المتحدث باسم وزارة خارجية إسرائيل، في بيان، «أن إسرائيل تسهل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ولا تفرض أي قيود على حجم المساعدات التي تدخل القطاع». (وكالات)
0 تعليق