جدّد الجيش الإسرائيلي، مساء أمس، قصفه الجوي لمختلف مناطق قطاع غزة مخلفاً أعداداً إضافية من الضحايا والمصابين، فيما يستمر حصار مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا مع انتشار القناصة في محيطه، ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ما يحدث في القطاع بأنه «كابوس» وقال: إن الكارثة التي حلت بغزة لا تقل خطورة عن انهيار كامل لإنسانيتنا المشتركة، بينما طالبت مقررة أممية بوجوب وقف الوحشية الإسرائيلية المستمرة في غزة.
وفي اليوم 428 للعدوان على غزة، أكدت مصادر طبية مقتل عشرات الفلسطينيين في غارات إسرائيلية. وأعلنت وزارة الصحة بغزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب أربع مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 52 قتيلاً و 142 إصابة خلال 24 ساعة، لترتفع بذلك حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 44664 قتيلاً و 105976 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023. في الوقت نفسه، يستمر الاحتلال في قصف مستشفى «كمال عدوان» شمالي القطاع باستخدام طائرات مسيرة. وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إلى أن دبابات الاحتلال تراجعت قليلاً، وتمركزت على بعد 500 متر من المستشفى، إلا أن القناصة فوق بعض المباني ومن يتحرك يعرض نفسه للموت، إضافة إلى أن هناك ضحايا ومصابين في المنطقة لا يستطيع أحد الوصول إليهم.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون: إن ضربات إسرائيلية على قطاع غزة أودت بحياة 20 فلسطينياً على الأقل، السبت، جراء غارات على مدينتَي غزة ورفح.
وقال سكان ومسعفون: إن 8 على الأقل من القتلى كانوا من المدنيين. ولم يتضح ما إذا كان باقي القتلى من المقاتلين.
وقُتل عشرات الفلسطينيين، مساء الجمعة، إثر قصف إسرائيلي استهدف مربعاً سكنياً في بلدة بيت لاهيا، وفي قصف مدرسة للنازحين في بلدة جباليا شمال قطاع غزة، وشمال رفح جنوب القطاع.
وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) بأنَّ قوات الجيش الإسرائيلي نسفت مربعاً سكنياً، واستهدفت منازل في محيط مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا؛ ما أدى لمقتل أكثر من 30 شخصاً، وإصابة عدد كبير من النازحين.
من جهتها، قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز: إن الوقت قد حان لاتخاذ الإجراءات اللازمة والقيام بكل شيء ممكن من أجل وقف «الوحشية» الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة.
وأكدت ألبانيز، في كلمة خلال مشاركتها في مؤتمر بجامعة فيينا النمساوية، تحت عنوان «الحرب الإسرائيلية: تطهير عرقي استعماري»، أن إسرائيل ترتكب في غزة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وأضافت: «لا يجوز وصف ما يحدث في غزة بأنه مجرد حرب، حيث توجد قواعد للحروب أيضاً، لكن ما يحدث هناك هو دمار شامل».
ومساء الجمعة، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: إن «الكارثة» التي حلت في قطاع غزة تمثل «انهياراً تاماً لإنسانيتنا المشتركة» وسط استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع لأكثر من 14 شهراً.
وأفاد غوتيريش في منشور على منصة «إكس» بأن «الكارثة في غزة ليست سوى انهيار تام لإنسانيتنا المشتركة»، وأضاف أن هذا «الكابوس في غزة يجب أن يتوقف». وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أنه «لا يمكننا الاستمرار في تجاهل ما يحدث» بالقطاع.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» قد جدد في تقرير، الجمعة، دعوته إلى ضمان المرور الآمن للمساعدات الإنسانية إلى غزة في ظل تفاقم المعاناة في جميع أنحاء القطاع. وقال، إنه بعد شهرين من الحصار الإسرائيلي، يواصل سكان محافظة شمال غزة الفرار من العنف المميت ويعانون الحرمان في المناطق الواقعة إلى الجنوب.
وأشار تقرير «أوتشا» إلى نزوح أكثر من 5500 شخص من شمال غزة إلى مدينة غزة، الأربعاء الماضي، بعد أن حاصرت القوات الإسرائيلية ثلاث مدارس ومنازل مجاورة لها في بيت لاهيا، وأن النازحين إلى مدينة غزة أفادوا بأن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على الفارين عبر طريق صلاح الدين.
وعلى صعيد آخر، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، عن 18 فلسطينياً من قطاع غزة، كانت قد اعتقلتهم منذ الاجتياح البري للقطاع في 27 أكتوبر 2023.
وتم نقل الأسرى المحررين الـ 18 إلى مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس جنوب قطاع غزة. وأفاد شهود عيان، بأن أحد الأسرى المحررين مصاب في ساقه اليسرى.
ووفقاً لشهادات المفرج عنهم سابقاً، تعرض المعتقلون لـ«ضرب وتعذيب وإهانات واستجواب من جيش الاحتلال طوال فترة الاعتقال». (وكالات)
0 تعليق