يكثف الجيش الإسرائيلي عمليات نسف المربعات السكنية والبيوت في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة ومدينة رفح جنوباً مع استمرار حملة الإبادة والتهجير القسري في مناطق عدة بالتزامن مع ارتكاب المزيد من المجازر بحق النازحين، بينما أعلنت الجامعة العربية أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أسفر عن إبادة أكثر من 10% من سكان القطاع ما بين قتيل ومفقود جراء استخدام إسرائيل 90 ألف طن من المتفجرات طوال 14 شهراً من العدوان.
وفي اليوم ال 436 على التوالي للحرب، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس الأحد، أنّ الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 5 مجازر ضد العائلات خلفت 46 قتيلاً و135 جريحاً، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44976 قتيلاً و106759 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وقتل 15 فلسطينياً وجرح آخرون خلال اقتحام جنود إسرائيليين إحدى مدارس إيواء النازحين شمالي قطاع غزة وأجبروا النساء والأطفال على النزوح، بينما اعتقلوا الرجال واقتادوهم إلى منطقة مجهولة. كما اقتحم الجيش الإسرائيلي مدرسة خليل عويضة التي تؤوي نازحين في بيت حانون، وسط استهداف مباشر للنازحين بالرصاص والقصف المدفعي، وإجبارهم على إخلائها.
وفي السياق، أكدت وزارة الصحة أن قوات الجيش الإسرائيلي دمرت مركز أبو شباك الصحي في جباليا البلد بشكل كامل، وواصلت عمليات التهجير القسري وتدمير المربعات السكنية واستهداف الطواقم الطبية في مستشفى كمال عدوان. وحذر مدير منظمة الإغاثة الطبية في قطاع غزة محمد أبو عفش من حدوث كارثة بيئية خطيرة، بسبب تكدس جثامين الضحايا في شوارع شمالي قطاع غزة
وقال سكان في بيت لاهيا وبيت حانون ومخيم جباليا إن عدداً من المنازل تعرض للقصف وأضرمت النيران في بعضها في البلدات الثلاث. وينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات في هذه المناطق منذ أكثر من شهرين
وفي مدينة غزة، قتل وأصيب عدد من الفلسطينيين في قصف طائرات إسرائيلية منزلاً لعائلة عروق في منطقة أبو إسكندر بحي الشيخ رضوان غرب محافظة غزة، فيما قتل خمسة آخرون جراء غارة استهدفت منزلاً في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، بينما أصيب 8 فلسطينيين أحدهم حالته خطيرة في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين في دير البلح. وقال شهود عيان إن غارتين جويتين إسرائيليتين استهدفتا محيط مدرسة العروبة في المخيم الجديد شمال غربي النصيرات، وسط قصف مدفعي استهدف المناطق الشمالية للمخيم، بالتزامن مع تقدم بعض الآليات في محيط منطقة أبراج الأسرى وتنفيذها عمليات نسف للمباني السكنية.
وشنت طائرات الاحتلال غارة استهدفت نقطة للدفاع المدني بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، قتل على إثرها الصحفي الفلسطيني أحمد اللوح، ومدير الدفاع المدني بالنصيرات نضال أبو حجير، إضافة لأربعة فلسطينيين.
من جهة أخرى، كشف الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير سعيد أبو علي أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أسفر عن إبادة أكثر من 10% من سكان القطاع ما بين قتيل ومفقود وجريح وأسير، وجرى شطب نحو 1410 عائلات فلسطينية من السجل المدني بلغ عدد أفرادها 5444 قتيلاً، وتدمير ما يقارب من 80% من المباني السكنية. وقال إن الجيش الإسرائيلي ارتكب أكثر من 9900 مجزرة مروعة، واستخدام نحو 90 ألف طن من المتفجرات.
وأكد أبو علي، في مؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة الذي نظمته الجامعة العربية، أمس الأحد في القاهرة، أن الوضع في قطاع غزة يجتاز المرحلة الأخطر منذ بدء العدوان في ظل انتشار المجاعة بمستوى مروع، وما يدخل للقطاع من مساعدات حالياً لا تكفي سوى 6 في المئة من أبناء القطاع.
وقال إنه من المتوقع أن تزداد حدة هذه المجاعة والكارثة الإنسانية تدهوراً خلال فصل الشتاء، حيث بات أكثر من 96% من سكان القطاع يواجهون انعداماً حاداً في مستويات الأمن الغذائي، كما أصبح كل سكان قطاع غزة يعانون الفقر مع بلوغ نسبته حاجز المئة في المئة.
وأضاف أن خطورة الوضع الحالي تُؤكد الحاجةَ الملحَّةَ لضمان وصول الموادّ الغذائية والإمدادات الأخرى إلى جميع سكانِ غزة، عبر تسريع عملية تقديم المساعدة وتبسيطها وتسريعها، وتحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية، وتحديد التدابير والإجراءات الموحدة الفعالة لتقديم جميع المساعدات اللازمة إلى غزة، وتحديد الاحتياجات التشغيلية واللوجستية وأنواع الدعم اللازم في هذا الصدد، ومناقشة الاستعدادات للإنعاش المبكر، وتحقيق الالتزام بعملية جماعية منسقة، في استجابة لمعالجة الوضع الإنساني في قطاع غزة. (وكالات)
0 تعليق