ارتبطت فنون الخياطة والنسيج والحياكة والتطريز بالمرأة في الكثير من ثقافات العالم وبخاصة الشرقية منها، فيما ارتبطت فنون الزراعة، مثل المحراث والفأس والمنجل والمذراة، بالرجل الذي استحوذ على مهن عديدة بعيدة عن يد المرأة مثل الحدادة والنجارة وصهر المعادن وقلع الحجارة.
جميع هذه الحرف أو المهن لها صلة مباشرة بالفن، وتأتي فنون يد المرأة، إن جاز التوصيف، الأقرب إلى فن الخط. إن أدواتها هي الإبرة والخيط والمغزل. أدوات دقيقة وخفيفة تحيل رمزياً وتشكيلياً إلى أدوات الخط التي هي القلم، والريشة، والورق والرقعة الجلدية أو المعدنية أو الخشبية.
ماذا تفهم من هذه المقدمة؟ فكأنني أريد القول إن المرأة عرفت فن الخط قبل الرجل من زاوية فطرية بشكل خاص، وإن إبرتها وهي تحوك أو تنسج أو تخيط هي في الوقت نفسه ذلك القلم الدقيق الذي أخذها إلى الخط أو الرسم، بل أخذها إلى الكتابة.
في ضوء هذه الاجتهادات أعلاه، أكتب معرّفاً بخط يد المرأة في الدورة الحادية عشرة لملتقى الشارقة للخط، وأنبّه القارئ العزيز هنا إلى أن هذه التعريفات بالخطاطات إنما تعتمد على المعلومات الواردة في الدليل العام للملتقى، وبشكل موجز.
الخطّاطة الإيرانية داريا نوفين، مواليد عام 1992، تدرّس مادة التذهيب، ومن أعمالها في الملتقى لوحة على شكل دائرة (دورة الحياة) ذهب غواش.
الخطّاطة التركية دنيز أوكتيم بيكتاش، مواليد عام 1986، درست فن الرقعة والنسخ على يد الخطاط محمد زكريا.
الخطّاطة الجزائرية دوادي غنية، مواليد عام 1986، تحمل شهادة الإجازة في الزخرفة، ومواطنتها الخطّاطة دوادي وداد، مواليد عام 1984، درست قانون أعمال، ولكنها تحمل أيضاً إجازة في الزخرفة.
الخطّاطة المصرية رشا شحبر، عرفت فن التذهيب منذ عام 2005، والفنانة السودانية زلفى رشيد، كما جاء التعريف بها، مهندسة وفنانة تشكيلية.
الخطّاطة الإيرانية زهرا بيات، مواليد عام 1983، تعاونت مع العديد من أساتذة الخط ومقتني الأعمال الفنية في إيران والعراق وتركيا، ومواطنتها زهراء دوستي، مواليد 1989، خطاطة ومزخرفة ترصّع لوحاتها الخطية بالذهب.
الخطّاطة التركية زينب بيلجين، مواليد عام 1987، تلقت تدريباً أساسياً في الزخرفة.
تلاحظ إلى الآن أن الخطّاطات، يتراوحن بين العشرين والأربعين من سنوات العمر، يجمعن بين الزخرفة والخط، ولا تنس علاقة هذين الفنّين بالحياكة والخياطة والتطريز.
غداً أكمل.
[email protected]