البرامج الإسكانية - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تأتي البرامج الإسكانية في الدولة على قائمة أولويات الدولة، وتعدّ من أبرز المبادرات الوطنية التي تحقق الاستقرار الأسري. وتجسد رؤية القيادة الرشيدة في دعم الأسر المواطنة، وتعزيز استقرارها الاجتماعي، بتوفير المساكن الملائمة التي تلبّي احتياجاتها وتسهم في رفع مستوى جودة الحياة.
منذ إطلاقها، حققت تلك البرنامج الإسكانية الاتحادية والمحلية نجاحات ملحوظة في تلبية طلبات الإسكان لآلاف الأسر، إلا أن التحديات المرتبطة بتنفيذها تستدعي الإضاءة عليها، لضمان استمرارية كفاءتها وفاعليتها؛ ومن أبرز هذه التحديات الخلافات التي تنشأ بين المواطنين والمقاولين المكلّفين تنفيذ المشاريع السكنية؛ فهذه المشكلات، التي تشمل تأخر تسليم المنازل أو توقف العمل عليها لأوقات طويلة، تؤثر بشكل كبير في الأسر المستفيدة من البرامج.
للأسف، هناك أسر انتظرت سنوات لتسلّم منازلها، وبعضها تجاوزت مدة انتظاره خمس سنوات، ما أدى إلى مشكلات نفسية واجتماعية واقتصادية لها. والتأخّر في التسليم لا يقتصر تأثيره في الإضرار بمستوى معيشة الأسر فحسب، بل يعكس الحاجة الملحّة إلى تعزيز الرقابة على المقاولين، لضمان التزامهم بالجداول الزمنية المحددة ومعايير الجودة المتفق عليها.
التحديات بين المقاولين والمواطنين تنبع غالباً من ضعف الإشراف والمتابعة، إلى جانب عدم وجود آليات واضحة لمعالجة المشكلات التي قد تطرأ أثناء التنفيذ، وغياب الشفافية، وعدم وجود عقوبات رادعة للمقصرين، ما يؤدي إلى تفاقم هذه التحديات، ويهدد بتحويل البرامج الإسكانية من مبادرة لتحقيق الاستقرار إلى مصدر للإحباط.
إن مواجهة هذه التحديات تتطلب تكاتف الجهود بين مختلف الجهات المعنية، لضمان تحقيق الأهداف المنشودة، فمن الضروري أن تتبنّى الجهات المسؤولة نهجاً أكثر صرامة في مراقبة تنفيذ المشاريع، مع توفير آليات فاعلة لحل النزاعات بين الأطراف. كما يجب التركيز على تعزيز الشفافية، بإطلاع المواطنين على تقدم العمل في مشاريعهم، وإطلاق منصات تفاعلية تتيح لهم متابعة مراحل البناء وتقديم ملاحظاتهم مباشرة، لتسريع وتيرة تسليم المشاريع.
ورغم التحديات القائمة لا يمكن إغفال الجهود الكبيرة التي تبذلها دولة الإمارات لدعم المواطنين، وتوفير احتياجاتهم؛ فبرامج الإسكان، وعلى رأسها «برنامج زايد» والبرامج المحلية، تمثل نموذجاً حياً لرؤية القيادة الرشيدة التي تضع المواطن في قلب أولوياتها.
يمثل المسكن ركيزة أساسية في استقرار الأسرة والمجتمع، ومع الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة، والتزامها بمعالجة التحديات القائمة، يمكن لبرامج الإسكان أن تحقق المزيد من النجاح والتميز، ما يعزّز رفاهية المواطن ويؤكد مكانة الإمارات دولةً رائدةً في تمكين الإنسان ودعمه.

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق