«المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات، جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظاً، ولا ترتبط بدين أو عرق أو لون أو ثقافة.. كما أن الاختلاف السياسي مع أي دولة لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات».
هذا النهج، الراسخ في قلب دستور وعقيدة وفلسفة الحكم في دولة الإمارات، وقد أعيد التأكيد عليه في «المبدأ التاسع» من ضمن المبادئ العشرة لدولة الإمارات التي أعلنتها كوثيقة سميت «مبادئ الخمسين» في المسيرة نحو ال 50 عاماً القادمة.
هذا العهد الذي اتخذته بلادنا، لم يتغير يوماً مذ التأسيس عام 1971، وحتى اليوم، وسيبقى للغد والمستقبل البعيد، وهو جزء من نخوة بلادنا، ونخوة أبنائها لأنها صفة عربية وخلق إسلامي يميز مجتمعنا وشهامتنا، وقدرتنا على تحمل الصعاب، والتصرف بتروٍّ وحكمة.
في 17 يناير 2022، تعرضت عاصمتنا الحبيبة أبوظبي لاعتداء غاشم، عندما قامت ميليشيا الحوثي بإطلاق طائرات مسيّرة مفخخة باتجاه منطقة المصفح، ومنطقة الإنشاءات الجديدة في مطار أبوظبي الدولي، وهما عبارة عن بنية تحتية مدنية، وأسفرت عن انفجار ثلاثة صهاريج بترولية ووفاة 3 مدنيين، وإصابة 6 آخرين، وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجمات، وأطلقوا عليها «عاصفة اليمن».
دولتنا الحبيبة سارعت على الرد على ما تعرضت له، إلا أنها تحلّت بما تتحلّى به من دبلوماسية متجذرة وعلاقات دولية ضاربة في الجذور، وتبين للعالم بأسره حجم الحب والاحترام الذي تحظى به بلادنا، فسارع العالم عبر برقيات واتصالات هاتفية إلى إدانة هذا الهجوم الغاشم على مقار مدنية.
مجلس الأمن الدولي، دان بالإجماع، اعتداءات الحوثي على منشآتنا، وشدد على ضرورة محاسبة مرتكبي هذه الأفعال الإرهابية المشينة، ومنظميها ومموليها ورعاتها، وتقديمهم للعدالة، وسارعت دول العالم ومنظماته إلى إدانة هذا العمل الإرهابي ودعم الإمارات في كل ما تقوم به لمواجهته والدفاع عن أمنها وسيادتها.
التاريخ سيخلد مواقفنا، ونخوتنا، وحكمتنا في إدارة الأمور، وهو يعلم جيداً موقفنا الثابت والمنيع في دحر الإرهاب، والعنف، ونبذ كل خطابات الكراهية، وأن بلادنا بلاد النخوة والتعايش والمحبة والسلام، لأنها ومنذ فجر التأسيس، لم تكن إلا الأخ الشقيق والمنجد والمساند الذي يلبي كل مكلوم مكروب قبل أن يطلق النداء.
بلاد النخوة، هي بلاد آمنة بفضل الله، وبحكمة قيادتها، والتفاف أبنائها حولها، وتقديمهم الغالي والنفيس للذود عن أرضها وسمائها وجميع مكتسباتها، لأنها تؤمن جيداً كما قال ربانها: «نحن دعاة سلام وخير ومحبة.. لكننا في الوقت ذاته أصحاب عزم وهمّة حينما يتعلق الأمر بتهديد أمننا أو أمن أشقائنا».
[email protected]
0 تعليق