أبواب جديدة - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

مشاهير ونجوم هذا العصر ليسوا فنانين ولا إعلاميين، بل «مؤثرون» يحصد كل منهم ملايين المشاهدات والمتابعين، ويستطيعون التأثير في الناس من مختلف الأجيال بشكل سريع ومباشر، يفوق تأثير أي برنامج تلفزيوني أو عمل فني في المشاهدين. أبواب جديدة فتحها التطور التكنولوجي أمام الشباب، منحهم فرصة التعبير عن أنفسهم وعن أفكارهم، كما منحهم فرصة الصعود بشكل صاروخي إلى مستوى الشهرة بمجرد استغلال كل الوسائل التي يوفرها التواصل الاجتماعي، وليتحول التصوير من مجرد كبسة زر ولقطة تذكارية أو حتى فيديو قصير لموقف ما، إلى وسيلة للتواصل وجذب المتابعين وحصد إعجاب الملايين.
المؤثرون ليسوا تلك الفئة التي تسعى خلف الشهرة بقدر ما صارت الشهرة ملك أيديهم بسبب قدرتهم على تقديم محتوى جيد يحصد إعجاب ملايين المتابعين حول العالم، فليس كل من افتعل مشهداً وفبرك موقفاً أو اتبع إحدى الصرعات خصوصاً على تيك توك، ولا كل من صور نفسه وهو يملي على الناس إرشادات وتعليمات ونصائح هو مؤثر وصانع محتوى، فالكل يقول ويصوّر ويتفاعل على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، إنما ليس للكل قدرة على الابتكار والتأثير في الرأي العام.
خلال انعقاد النسخة الثالثة من «قمة المليار متابع 2025» في دبي أكد خبراء وصناع محتوى مشاركون أن «جيل الشباب يقضي في الوقت الحالي ما يقرب من 109 أيام سنوياً أمام شاشات الهواتف المحمولة والحواسيب الإلكترونية»، محذرين من التأثيرات السلبية التي تنعكس على صحتهم النفسية والاجتماعية، كيف ولماذا يحذر من يعمل ويدوّن في تلك الوسائل ويتوجه برسائله ومحتواه إلى هؤلاء المتابعين من تلك المخاطر؟ لأن الفرق واضح بين من يتفاعل بشكل سلبي مع وسائل التواصل ومن يعرف كيف يستفيد منها ليصنع لنفسه مجالاً يستغله في خلق أفكار جديدة وقطف وردة وفكرة من كل بستان على السوشيال ميديا يقوم بتطويرها ليتقدم في حياته.
كان هدف القمة التي عقدت في دبي الوصول لأكثر من مليار شخص حول العالم، وقد جمعت نخبة من أبرز المؤثرين العالميين على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، تحدث منهم الخبراء والمؤثرون في نقاط مهمة، فهي تحث على فتح أبواب لتنعكس هذه الصناعة باستمرار وبشكل إيجابي على الشباب والمجتمعات، خصوصاً أن الشباب من مختلف دول العالم يتأثرون بما يشاهدونه والكل ينقل وينشر ويعيد النشر ويقلّد ويتبنى أفكار غيره.. المشكلة أن هناك من يتبنى عن جهل ومن يقلّد بلا وعي ومن يقتل وقته بالتنقل من تيك توك إلى إنستغرام وغيرهما ولا يجيد فرز الصالح من الطالح، ولا يستفيد من المعلومات بل يتحول إلى مدمن تواصل ومستهلك سلبي.

[email protected]

أخبار ذات صلة

0 تعليق