وذهب كيدهم في نحرهم - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

عندما انقلبت جماعة الحوثي على السلطة الشرعية في اليمن يوم 21 سبتمبر / أيلول عام 2014، دخل اليمن في أتون حرب أهلية مدمرة لا تزال مستمرة حتى الآن مع تداعياتها التقسيمية التي ضربت نسيجه الوطني، بعدما تم إخراجه من حاضنته العربية - الخليجية وإدخاله في محاور سياسية تشكل نقيضاً لما عرف عن اليمن من التزام بعروبته وصدقه في علاقاته ووفاء للدول العربية التي قدمت له كل أشكال الدعم خلال السنوات الماضية التي كان اليمن يحتاج فيها إلى يد المساعدة، وكان لدولة الإمارات دور تاريخي مشهود في الوقوف إلى جانب صنعاء في عملية البناء والتنمية.
لكن جماعة الحوثي التي ارتضت أن تكون بيدقاً في يد الآخرين، قلبت ظهر المجن، وارتضت أن تكون مجرد أداة في تنفيذ أجندات خبيثة، استهدفت دولة الإمارات والسعودية، من خلال عمليات إرهابية طالت البلدين، وبذلك وضعت هذه الجماعة نفسها في قفص الإرهاب الدولي، حيث دان مجلس الأمن اعتداءاتها على منشآت مدنية، مشدداً على ضرورة محاسبة هذه الأعمال الإرهابية، كذلك شجبت دول العالم هذه الاعتداءات باعتبارها تشكل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة.
لقد كان يوم 17 يناير/ كانون الثاني 2022 يوماً فارقاً في تاريخ جماعة الحوثي في الكشف عن وجهها الحقيقي، وما تضمره من شر وأذى وحقد على دولة الإمارات التي بذلت الغالي والنفيس للدفاع عن عروبة اليمن وحماية أمنه وشعبه، وقدمت كل الإمكانات الممكنة لإنقاذ الشعب اليمني من الفوضى ووفرت له كل الدعم الإنساني، وفوق ذلك قدمت خيرة شبابها على مذبح حرية الشعب اليمني من خلال التحالف العربي في واحدة من أعظم معارك العز والشرف والبطولة، سوف تبقى في ذاكرة الأجيال تأكيداً على التزام إماراتي لا يتزعزع بالدفاع عن اليمن وكل قطر عربي من أجل الاستقرار والحق في الحياة.
إن يوم 17 يناير 2022 سوف يظل يوماً يحمل بالنسبة لجماعة الحوثي وصمة عار على الجريمة التي اقترفتها بحق الإمارات وشعبها من خلال استهداف منشآت مدنية بالمسيّرات في مدينة أبوظبي أسفرت عن سقوط ثلاث ضحايا أبرياء،لأنها تشكل عدواناً على شعب شقيق وانتهاكاً لكل مواثيق الأخوّة وحسن الجوار والقانون الدولي، وانتقاماً من الدور التاريخي الذي قامت به الإمارات في حماية الشعب اليمني، وسيبقى هذا اليوم شهادة فخر وعزّ بالنسبة للإمارات لأنها أثبتت قدرة على التصدي للإرهاب وكسر شوكته.
إن قيادة الإمارات التي تقدمت الصفوف للدفاع عن اليمن، إنما كانت تؤكد ثوابتها في الوقوف دفاعاً عن أي بلد عربي، وهذا ليس خياراً، إنما ضرورة تفرضها روابط الدم والتاريخ والدين والقيم الإنسانية، ولذلك قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله: «نحن دعاة سلام وخير ومحبة، لكننا في الوقت نفسه أصحاب عزم وهمّة حينما يتعلق الأمر بتهديد أمننا أو أمن أشقائنا، وخيارنا الوحيد هو الانتصار في امتحان اليمن لمصلحة منبع العروبة والمنطقة».
إن ما شكله الانقلاب الحوثي من تداعيات أمنية وسياسية بات يشكل خطراً ليس على اليمن فحسب، إنما على مجمل المنطقة من تهديد للأمن والسلام، وتهديد لخطوط الملاحة الدولية، وحوّل المنطقة إلى ساحة صراع بين استراتيجيات وأجندات العديد من الدول الإقليمية والعالمية، وهو أمر ليس في مصلحة اليمن والمنطقة.
مع ذلك، فإن الإمارات تقف منيعة الجانب وقادرة على صد أي خطر يتهددها، مؤكدة كل يوم أنها بلد الأمن والأمان والاستقرار، لا تهزها رياح الإرهاب والتطرف مهما بلغت شدتها وعتوّها.. ولذلك ذهب كيد الحوثيين في نحرهم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق