خواطر في غياب مشاريع الأمة - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

هل سنختلف في أن ما تملكه الأمّة بالقوة، أكثر ممّا تملكه بالفعل؟ هي تملك أربعة عشر مليون كم2، عليها أربعمئة مليون إنسان، ولديها ثروات لا تقدّر بثمن. لكن، هل كل هذه الطاقات مستغلة ومنتجة؟ الواضح هو احتدام سياسة قطعان الذئاب، التي انقضّت على عدد من البلدان، والعواء ينذر بأن للأنباء تتمّات، لا قدّر الله.
ما يجب طرحه، هو إشارة إلى الفرق بين مشاريع القطاع الخاص والدول القُطرية من جهة، وبين مشاريع الأمّة في شتى المجالات. نشر نسر الأمّة جناحيه، مشهد مختلف. مثلاً: أن يضع العرب حدّاً لمأساة السودان، ليتسنّى سدّ الفجوة الغذائية العربية. أن تتوهج الإرادة الجمعية بخطة تهدف إلى إنتاج العلوم في مدى أربعة عقود، وهي مدّة معقولة، نظراً إلى هول المسافة التي تفصل العالم العربي عن المصافّ العلمية والتقانية عالميّاً. لا بد من تغيير المناهج كليّاً، بناء مراكز البحث العلمي، التنمية الشاملة. حتى نصف قرن ليس شططاً.
الحاجة ماسّة إلى أخذ التحولات الضرورية في مكونات الثقافة على محمل الجدّ. الأداء الدماغي في الديار العربية كان بطيئاً بعد وضع الخديوي إسماعيل حجر أساس الموسيقى السيمفونية والأوبرالية بأوبرا «عايدة» التي ألّفها العملاق الإيطالي فيردي خصيصاً للاحتفالات المهيبة. أين الموسيقى العربية اليوم؟ تأمل الأبعاد النجومية بين الأغاني الحالية، والأعمال الجادّة لدى السنباطي أو بيتهوفن. خمسون ومئة عام، منذ«عايدة»، مضت رجعنا بعدها إلى ما وراء المربع الأول.
الآن، كيف يكون التفكير الإيجابي والعمل، حتى نشعل شمعةً بدلاً من أن نلعن الظلام؟ تلزمنا الاستفادة من العناصر الإيجابية المتوافرة. بداهةً، ثمة تفاوت بين البلدان العربية في قابلية البيئة لاحتضان المشاريع الكبرى. في المقدمة، دولة الإمارات العربية المتحدة، لوجود الإدارة الفائقة وتراكم التجارب الناجحة والأمن والاستقرار والقوة الاقتصادية. أليست فكرة «نوابغ العرب»، نواةً لمشروع مركز بحث علمي عربي لكل العرب بأدمغة عربية؟ تشييده يؤهله لإنتاج العلوم بعد أربعين سنة. مشروع المليون مبرمج في دبي، هو أفق تكنولوجي عربي لا حدود له. ألا يستطيع العرب تحقيق السلام في السودان وإخراج سلة الغذاء العربي إلى حيز الوجود؟ لدى العرب موسيقيون جادّون، ولكنهم مشتّتون، ماذا لو أحيوا «مؤتمر الموسيقى العربية 1932»، وتعاهدوا على انتشال الذوق العام من مهاوي الهبوط؟
لزوم ما يلزم: النتيجة الفكرية: غالباً ما يفوت المثقفين أن الثقافة النهضوية، هي مشاركة سياسية بجماليات الكلمات والأصوات والألوان.
[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق