عبدالله عمران..المعلم والضمير - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

كل موقع حكومي أو دبلوماسي أو إعلامي شغله د. عبدالله عمران تريم، ملأه بحضوره الكاريزمي القيادي، وشخصيته الحاسمة السريعة البديهة، وروحه المتسامحة دائماً، وهي معاً مكونات أساسية لأي عنصر ناجح في مواقع الدولة، وفي الأفق الاجتماعي العام الذي يقوم نجاحه عادةً على شخصيات من هذا النوع المثقف والممتلئ بفكر عملي قبل أن يكون فكراً نظرياً بطيئاً، وقبل وبعد كل هذا، لا بدّ من قوّة حدس وفراسة قارئة فاحصة، وهي أيضاً سمة معروفة في تكوين «أبو خالد» مؤسس مدرسة «الخليج» الصحفية، إلى جانب شقيقه وتوأم شخصيته وتكوينه تريم عمران، الذاكرة والرّوح والضمير.
تنبع ضميرية عبدالله عمران من تاريخه وبوصلته المؤشرة دائماً إلى النجاح والتفوّق، ومن هذه النقطة بالذات، جاء هو وتوأم روحه شقيقه «أبو نجلاء»، بعناصر إماراتية وعربية إلى «الخليج»، جعل منها صرحاً صحفياً إماراتي الوجه، عربي القلب، ثقافي التوجّه بكل استقلالية وشجاعة مهنية، هما عنوان «الخليج» إلى اليوم.
عملت في «الخليج» على مدار أكثر من ثلاثة عقود، وتعلمت منها الكثير، المهني والأخلاقي، معتمداً بذلك على الإلهام المباشر وغير المباشر من عبدالله عمران وتريم عمران، واليوم، إذ يمر 11 عاماً على غياب رمز الجريدة وروحها الدائمة عبدالله عمران، أجد أن الكتابة الشخصية، وبضمير المتكلم عن «أبو خالد»، تفرض نفسها من باب طبيعة الرجل التي لا تُنسى، فقد كان دائماً إلى جانبي، وكنت أزوره أحياناً في مكتبه وأخجل من فيض قلبه وروحه من تلك اللحظات التي كنت أشعر خلاها بأنني أمام قلب أبوي نبيل.
قبل أكثر من عشرين عاماً، تعرّضت لوضع صحي تطلب قضاء فترة من الزمن في المستشفى، وخلال تلك الفترة، لم ينقطع راتبي عن أسرتي بأمر من «أبو خالد»، وحين عدت من الأردن، حيث كنت أعمل في جريدة الدستور الأردنية (2007) زرته في مكتبه، وقال لي بصيغة السؤال: أراك وقد عدت.. فقلت له وبسرعة: نعم يا أبا خالد، عدت إلى داري.. فابتسم، وأمر في الحال بتعييني في الجريدة، لأستلم في 2008 رئاسة القسم الثقافي، الأمر الذي أتاح لي حضور اجتماعات رؤساء الأقسام في حضرته المحترمة دائماً، لأعرف عن قرب عبدالله عمران الصحفي، حاضر الذهن والفكرة، المراقب للصغيرة قبل الكبيرة في الجريدة، من الخبر إلى الصورة.
د. عبدالله عمران يقع على رأس الأساتذة الذين تعلمت منهم مهنياً وثقافياً وأخلاقياً، وكان ظهراً وظهيراً لكل من يشعر بالغبن أو التجاهل أو الإقصاء، وبالطبع، لا شك مطلقاً في كل هذا، فالرجل رجل عدل في إحدى محطات حياته النبيلة والغنية بالدروس والمعرفة وقوّة الشخصية والقرار.
[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق