مارلين سلوم
الحكم على مسلسل درامي بالنجاح أو الفشل يكون حكماً على مجمل العمل، إنما يخرج من هذا الإطار العريض بعض الاستثناءات التي تتحدث عن ذاتها وتجبرك على أن تخصص لها مساحة منفردة، إما لأنها استفزتك لشدة رداءة الأداء أو المظهر، وإما لأنها تميزت وتألقت فاستحقت الإشادة بها أياً كان مستوى العمل الذي شاركت به.. خذ مثلاً مسلسل «موضوع عائلي» الذي توقعنا أن يكون جزؤه الثالث تكملة لنجاح الجزأين السابقين، فإذا به ينحرف باتجاه الفراغ في المضمون، وكأنه ليّ ذراع العمل لإجباره على تقديم أي جديد بأي شكل، فبدت القصة مفبركة مركبة متفككة، تعتمد على روح الكوميديا والرغبة في الحفاظ على قيم الأسرة والترابط الأسري، إنما بلا قصة حقيقية ولا منطقية.
لم ينجح المسلسل سوى في تقديم بعض الإفيهات المضحكة، قدَّم في كل حلقة جملة واحدة مفيدة، كأن الكتابة جاءت متقطعة، تركيبة مواقف، بلا هدف درامي حقيقي وبلا قصة ذات معنى ومغزى، رغم أن فريق الكتابة نفسه منذ الجزء الأول وعلى رأسهم مخرج المسلسل أحمد الجندي، لذلك نستغرب الإصرار على تقديم جزء ثالث إن كانت جعبة المؤلفين خاوية من تفاصيل مهمة وقضايا جوهرية يستكملون بها حكاية الشيف إبراهيم وعائلته! فهل كان الهدف فقط استغلال نجاح الجزأين الأول والثاني بغض النظر عن الحفاظ على نفس مستوى المضمون وقدرته على ملامسة قلوب المشاهدين؟.
العمل لم ينجح في الحفاظ على نفس المستوى، بينما حافظ أبطاله ماجد الكدواني وطه الدسوقي ومحمد رضوان على تألقهم في الأداء السلس والانسيابي، لدرجة أنك تشعر أحياناً بأن الثلاثي يتعامل مع أي مشهد وكأنه واقع يعيشونه لا مجرد تمثيل أمام كاميرا ومخرج ووفق نص وتعليمات.. وقفزت إلى صدارة المشهد الفنانة الشابة ياسمينا العبد التي ظهرت في النصف الأخير من المسلسل لكنها تفوقت على كل بطلاته، وشتان ما بين أداء ياسمينا ورنا رئيس التي تعتبر بطلة أولى في المسلسل، ياسمينا متمكنة جداً، تؤدي بإحساس صادق بينما رنا مفتعلة في كل أداء ومشهد وموقف، تبالغ في الأداء أياً كان الموقف الدرامي، كما تبالغ في افتعال العصبية في حالة الغضب والتوتر، علماً أن رنا رئيس أكبر سناً وخبرة من ياسمينا، وفتحت لها الدراما أبواب الشهرة منذ مسلسل «ليالينا 80» عام 2020، ثم شاركت النجم الكبير يحيى الفخراني عام 2021 في «نجيب زاهي شركس»، وتوالت الأعمال والفرص لكن رنا بقيت متجمدة في خانة الأداء الواحد لكل الشخصيات.. ياسمينا برزت بشدة حتى وسط الممثلين الشباب الجدد في أكثر من عمل درامي، وتستطيع القفز عالياً وسريعاً كلما أتيحت لها الفرصة.
[email protected]
0 تعليق