دق وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين جرس الإنذار من احتمال عودة «تنظيم الدولة الإسلامية» (داعش) إلى سوريا والعراق، داعياً إلى تعاون دولي لمواجهة التهديدات المتزايدة التي يمثلها هذا التنظيم، جراء التطورات الأخيرة التي حدثت في سوريا، واحتمال عودة الخلايا النائمة، وخروج مخيم الهول الذي تسيطر عليه «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في منطقة الحسكة السورية ويضم ما بين 10 آلاف و20 ألفاً من مقاتلي التنظيم وعائلاتهم عن السيطرة في حال انسحاب القوات الأمريكية وتنفيذ قرار وقف المساعدات، ما يؤدي إلى فوضى عارمة بسبب عدم دفع أجور الحراس وتوفير الطعام لسكان المخيم.
وكان هؤلاء اعتقلوا بعد هزيمة «داعش» عام 2019، ووضعوا تحت إشراف «قسد» وسط حماية مشددة. ويضم القسم الأجنبي أعضاء التنظيم من 40 دولة أجنبية بما في ذلك أمريكيون وأوروبيون ودول سوفييتية سابقة، وقد فشلت محاولات سابقة لإعادة هؤلاء إلى بلدانهم، لأن معظم هذه الدول رفضت استقبالهم.
المخاوف تتجدد الآن، بعد معلومات نشرت عن نية الإدارة الأمريكية الجديدة سحب نحو 900 جندي أمريكي من قواعد في سوريا تتولى تقديم الدعم للقوات الكردية (قسد) التي توفر الحماية لهؤلاء، وبعد قرار واشنطن وقف المساعدات الخارجية، إضافة إلى تداعيات الموقف المستجد في سوريا، وعودة «داعش» في البادية بين سوريا والعراق إلى التحرك مستغلة الفراغ الأمني في البلاد، باعتبار أن الاستقرار الأمني في سوريا ينعكس حكماً على العراق الذي عانى لسنوات سطوة «داعش» وجرائمها بعد أن سيطرت على العديد من المدن، ما يقتضي تعزيز الأمن على الحدود السورية العراقية للحول دون تسرب هؤلاء عبر الحدود، والاتفاق على حد أعلى من التعاون بين البلدين، وأيضاً الاتفاق على خطوات محددة مع قوات التحالف الدولي لمواجهة هذا الخطر.
إن «داعش» تسعى إلى استغلال كل التطورات في كل من سوريا والعراق لمصلحتها ومحاولة إعادة ترتيب صفوفها، وإيقاظ خلاياها النائمة، حيث تقدر تقارير الأمم المتحدة أن «داعش» لا يزال لديها ما بين 5 7 آلاف مقاتل في سوريا والعراق، وتستطيع أن تجند أكثر من ذلك بكثير إذا خرج مخيم الهول عن السيطرة باعتباره يمثل «خزاناً بشرياً» للتنظيم الإرهابي، إضافة إلى استغلال الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانيها أهالي المناطق الصحراوية المحاذية لسوريا والعراق والتي كانت تشكل البيئة التي انتعش فيها التنظيم.
قد يؤدي قرار الرئيس ترامب قطع المساعدات المالية عن الأكراد إلى وضعهم في مأزق، ومواجهة صعوبات، وإيقاف قدرتهم على مواجهة «داعش» إذا تحركت مجدداً، خصوصاً إذا استغلت تركيا
الوضع وهاجمت المواقع والبلدات الكردية التي هددت بمهاجمتها مراراً، ما سيضطرها لإعادة نشر قواتها وسحبها من المعسكرات والسجون التي توجد فيها «داعش».
هل تعود «داعش» مجدداً في إطار ما يتردد عن خطة جديدة - قديمة لرسم خريطة الشرق الأوسط التي يبشرون بها، بالعودة إلى استخدام الإرهاب الذي يمثل إحدى أدوات تنفيذ هذه الخطة؟.
0 تعليق