قال الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، خلال ندوة ثقافية في العاصمة عمّان، إن الحديث عن "الشرق الأوسط الجديد" عاد إلى الواجهة، مشيرًا إلى أن الفوضى الخلّاقة لم تحقق أي تطور إيجابي للشعوب العربية، بل زادت من تعقيد المشهد.
وأكد أن ما بدأ مع أحداث الربيع العربي في تونس لم يؤدِّ إلى تغيير حقيقي، حيث استمر الوضع كما هو عليه.
وأضاف موسى أن المنطقة تشهد مرحلة جديدة من المخططات الدولية، تركز حاليًا على منطقة "الهلال الخصيب"، التي تضم الأردن وفلسطين والعراق وسوريا، موضحًا أن المرحلة التي سبقت السابع من أكتوبر كانت تهدف إلى إخراج القضية الفلسطينية من الأولويات الدولية.
ولفت إلى أن إسرائيل، بدعم من الغرب، سعت إلى تكريس الاستيطان في الضفة الغربية ورفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة، لكن ما جرى في السابع من أكتوبر أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة الدولية.
وأشار إلى أن ما تشهده غزة والضفة الغربية يؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي ينفذ مشروعًا استعماريًا، مشيدًا بالموقف الأردني والمصري الرافض لتهجير الفلسطينيين، ومستذكرًا تصريح وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بأن "الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين".
ودعا موسى الدول العربية إلى توجيه رسالة واضحة للولايات المتحدة، مفادها أن التطبيع مع إسرائيل يجب أن يكون مشروطًا بالتزامات حقيقية، وأنه لا يمكن تحقيق أمن دولة واحدة على حساب الدول المحيطة بها.
كما حذّر من محاولات إيران وتركيا لفرض نفوذهما في المنطقة، مؤكدًا أن على العرب اتخاذ موقف موحد لحماية مصالحهم ومنع وقوع المنطقة تحت نفوذ مشاريع إقليمية أخرى.
وشدد على ضرورة بناء موقف عربي قوي يستند إلى استراتيجية واضحة بعيدًا عن العواطف، معتبرًا أن التضامن العربي المدروس سيكون له تأثير حقيقي في تشكيل مستقبل المنطقة.
كما أكد على أهمية توحيد الصف الفلسطيني، مشيرًا إلى أن غياب الوحدة الفلسطينية سيضعف الموقف العربي على الساحة الدولية.
وفي حديثه عن دور الجامعة العربية، قال موسى إن الجامعة تعيش ظروفًا صعبة، شأنها شأن الاتحادين الأوروبي والأفريقي، معتبرًا أن النظام العالمي بات مهتزًا، وأن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة فشلا في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، مؤكدًا أن "عصر القانون الدولي قد انتهى".
0 تعليق