لماذا كتاب «سرد الذات»؟ - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

الحمد لله أن مواطني دولة الإمارات أينما ذهبوا يطلق عليهم أبناء زايد، وهي كلمة تحمل في طياتها معاني كبيرة مرتبطة بمؤسس الدولة رحمه الله، حوت جميع الصفات الحميدة نال منها جانباً كبيراً القريب والبعيد، وما يعنيني هنا البعيد، فالقريب بيننا وبينه حب وروابط لا تنتهي، أرسى قواعدها التاريخ ووثقها الزمن، أما البعيد فإننا نحتاج الى أن نغرس في تربته جزءاً من تاريخ الدولة وما تبذله من مساع حميدة في شتى بقاع الأرض من أجل الإنسان والإنسانية ومساعدتهم من أجل النهوض ومواكبة عجلة الزمن وتوفير الحياة كريمة لهم.
لقد أسرنا قلوب العالم بسخاء كرمنا وعطائنا واحتضنا البشر بحبنا وصدق نوايانا، فأحبوا الإمارات بقلوبهم ولكننا غفلنا وبخلنا عليهم أن نغذي عقولهم بمعرفة ما هي دولة الإمارات؟ هل نملك المعلومات الكافية حتى نقدمها للآخرين ليتعرفوا إلينا عن قرب، هذا هو السؤال؟.
نعم لقد أثرى كتابنا المكتبات عن تاريخ الدولة وساهموا في البحث والنشر في شتى مناحي الحياة. ولكننا نحتاج إلى من يعبر عن طبيعة المنطقة وتاريخها وعلاقة شعوبها بالماضي وارتباطهم بالحاضر، نحتاج الى من يخط لنا بفكره وحكمته ذلك الإرث المكنون، يستقصي الأثر الذي خلفه الأجداد بنظرة ثاقبة وتمعن، ينتقي أجمله ويعالجه لكي نأخذ العبر منه لأنه هو كل ما نملك، نقتبس منه نوراً نحو المستقبل في حياتنا وحياة الأجيال القادمة.
نعم كانت موارد أجدادنا محدودة وأسلوب عملهم بسيط رغم قساوته، لكنهم تركوا لنا إرثاً عظيماً نقتدي به. لسوء الحظ لم يتم تناول هذا الماضي بصورة تعليمية تجعل منه أسلوب حياة يستفاد منه بصورة كبيرة، علينا أن نرجع إلى ما قبل الاتحاد، إلى الحقبة التي قاوم فيها أهالي المنطقة عوامل الطبيعة ومطامع الغزاة ومطالبهم. أهالي هذه المنطقة كانوا ولا يزالون تجمعهم روابطه كثيرة منها الدين والأرض والنسب، تكونت جميعها لتخلق هذا النسيج الاجتماعي المترابط.
نريد أن يُقدم لنا عمل على شاكلة وأسلوب كتاب «سرد الذات» لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، هذا الكتاب الجميل الذي استطاع أن يتغلغل في العقول بطريقة سهلة دون استئذان، كُتب بأسلوب يخاطب جميع المراحل العمرية، يصعب أن تجد مثيله إلا في بعض الكتابات النادرة التي يتمتع كتابها بالخصائص الأدبية الرفيعة.
هذا النمط من الكتابات هو مطلب رئيسي لبلوغ الهدف الذي ننشده، نستمد منه المعلومات بانسياب وصدقية نظراً لأن مؤلفه شخصية عاصرت الاتحاد بروحه وفكره، نحتاج الى أن نتعلم منه، فهو دليلنا ومرشدنا، عايش الواقع، ومن دونه تضيع الحقائق.

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق