شهران.. آداب وفنون - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

.. بدأ عام المجتمع في الإمارات بشهرين ثقافيين «يناير وفبراير» حاشدين بالأنشطة والفعاليات والمبادرات الفنية والإبداعية المتوالية من أسبوع إلى آخر، بما يؤشر فعلياً على حركية الثقافة في الإمارات وتنوّع آفاقها من الآداب إلى الفنون البصرية والأدائية إلى المهرجانات والملتقيات المتخصصة ذات الطابع المحلي والدولي، بما يضع المتابع لكل هذه الحيوية الثقافية أمام حقيقة أن المجتمع الإماراتي مجتمع ثقافة بامتياز.
هذه الامتيازية في الإمارات وراءها تاريخ ثقافي عمل عليه أفراد يحبّون بلادهم في إطار مؤسسات ودوائر اشتغلت على برامجها الثقافية وفق رؤية وتخطيط أولاً وأخيراً، بعيداً عن الارتجال أو البطء أو التأجيل الذي غالباً ما يقضي على أي مبادرة ثقافية ويجهض آلياتها الممكنة.
في يناير الماضي وفي فبراير الجاري شهدت الإمارات أربعة مهرجانات نوعية: مهرجان الشعر العربي، ومهرجان الشعر النبطي، ومهرجان الشارقة للأدب الإماراتي، ومهرجان الشارقة للأدب الإفريقي، وانطلقت في دبي الدورة السابعة عشرة من مهرجان طيران الإمارات للآداب، وشهدت دبي أيضاً خلال المهرجان فعاليات مئوية سلطان بن علي العويس الثقافية، وتواصلت برامج لوفر أبوظبي بصيغتها الثقافية العالمية لتستقطب جمهوراً رفيع المستوى في ثقافته الفنية، وفي رأس الخيمة انطلقت الدورة الثالثة عشرة من مهرجان (فن رأس الخيمة)، وفي الفجيرة تأسست (أوركسترا الفجيرة الفلهارمونية) الأولى من نوعها في المنطقة، ويوم الخميس الماضي بدأت فعاليات بينالي الشارقة الحدث الأبرز في رؤيته الفكرية والفلسفية لثقافة الفنون المعاصرة، وفي الشارقة انتظمت احتفالية مئوية المكتبات في الإمارة، والجذر الأول لشبكة هذه المكتبات يتمثل تاريخياً وثقافياً في مكتبة الشيخ صقر القاسمي التي تعود إلى العام 1925، وبعد أيام قليلة في 20 فبراير الجاري يبدأ التسجيل للمشاركة في برنامج فعاليات النسخة التاسعة من المهرجان الدولي للتصوير (إكسبوجر)، وبعد أيام قليلة تنطلق أيام الشارقة المسرحية.
لا نقول إن الإمارات دولة ثقافة وإن مجتمعها مجتمع ثقافي من فراغ، ففي أقل من شهرين تفاعل المواطنون والعرب والأجانب المقيمون مع أكثر من عشر فعاليات تتصل مباشرة بثقافة المكان الإماراتي، كما تتصل هذه الفعاليات بثقافة الجاليات العالمية المقيمة في الدولة من أوروبا إلى آسيا إلى إفريقيا..
توصيف مجتمع ثقافي أو مجتمع ثقافة له حيثيات وله مكوّنات نظرية وتطبيقية، .. والتوصيف في حالة العمل الثقافي الإماراتي يتحوّل إلى معنى أوسع وأشمل هو تاريخ الثقافة الحديث في الإمارات هذا التاريخ الذي يصنع يومياً مرة ثانية بالأفراد والمؤسسات، بلا عشوائية أو مبالغات، وفي إطار رؤية إدارية تأخذ في الحسبان طبيعة المجتمع الإماراتي واستجابته للحداثة ومعطيات العالم والعصر في الآداب والفنون التي تجد مقابلها الإبداعي العالمي هنا في الإمارات.

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق