أكد نائب رئيس الوزراء الأسبق، ناصر جودة، أن جلالة الملك عبدالله الثاني أدار الحوار مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بحنكة وحكمة، مستندًا إلى خبرته العميقة ومعرفته بجذور الصراع في المنطقة.
وأشار جودة إلى أن الملك أعاد تركيز النقاش نحو القضية الأوسع والأهم، وهي إحلال السلام والأمن والازدهار في المنطقة، وذلك عندما تحدث ترمب عن متانة العلاقات الأردنية الأمريكية، حيث استغل الملك الفرصة ليؤكد للرئيس الأمريكي:
"بما أنك ذكرت العلاقة المميزة والتاريخية، فإني أرى فيك الرجل الذي يمكنه إيصالنا إلى حل نهائي للصراع، يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة."
وأوضح جودة أن الملك كان مدركًا تمامًا لأهمية كونه أول زعيم عربي يلتقي ترمب بعد توليه الرئاسة، وكان حريصًا على التأكيد على مصالح الأردن والأردنيين في ظل الطروحات الأمريكية الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بمسألة التهجير من غزة، والتي شدد الملك على رفضها تمامًا.
وأضاف جودة أن الموقف الأردني واضح وثابت داخل الغرف المغلقة كما هو في العلن، حيث أكد الملك أن الأردن لن يتحرك منفردًا في هذا الملف، بل سيكون هناك رد عربي مشترك، خاصة من مصر، التي تستعد لتقديم موقف واضح حول الطروحات الأمريكية بشأن غزة.
كما كشف جودة أن الملك أبلغ ترمب استعداد الأردن لاستقبال أطفال من غزة للعلاج، استمرارًا للمواقف الأردنية الداعمة للقطاع، مشيرًا إلى أن الأردن كان أول من كسر الحصار عن غزة جوًا وبرًا.
وشدد جودة على أن الملك يرفض أي حلول لا تحقق العدالة للفلسطينيين، وترسخ الاحتلال، مشيرًا إلى أن الطروحات التي تتجاوز الخطوط الحمراء لن تكون مقبولة، خاصة تلك التي تسعى إلى تهجير السكان قسريًا، لما في ذلك من مخاطر على أمن المنطقة واستقرارها.
0 تعليق