أوجد متحف اللوفر أبوظبي ظاهرة ثقافية رفيعة المستوى الجمالي والفكري في الإمارات وفي منطقة الخليج العربي إلى جانب استقطاب أعداد كبيرة من ضيوف الدولة وزائريها من قطاعات عالمية عديدة ثقافية ودبلوماسية وإعلامية، بل يتوجه إلى المتحف، وفي كل مناسبة، شخصيات تعمل في مجالات اقتصادية وأكاديمية وإدارية ذات صلة بالفنون العالمية، الشرقية منها والغربية، وهي مجموعات الأعمال الكبرى التي يضمّها المتحف، وتشكل رؤيتها فرصة نادرة لمن يحظى بزيارة هذا الصرح الفني العالمي الأول في الوطن العربي، كما أنها فرصة ذهبية للتذوّق الشخصي أولاً.
وثانياً هي فضاء ثقافي حيّ للمقارنة بين فنون العالم وعبقرياته الكبرى في مجالي التصوير والنحت وغيرهما من أعمال إبداعية يعرفها جيداً ويعرف قيمتها التاريخية والمادية والمعنوية آلاف الفنانين والشعراء والكتّاب الكبار في العالم، من بينهم كتّاب حازوا «نوبل» للآداب زاروا الإمارات في مناسبات عديدة، وكان المتحف دائماً أوّل وجهة ثقافية لهم في دولة الحداثة والثقافة الإنسانية العالمية.
افتتح متحف اللوفر أبوظبي في عام 2017 على مساحة 24 ألف متر مربع في جزيرة السعديات، وخلال السنوات السبع الماضية بلغ إجمالي زوّار المتحف أكثر من 6 ملايين شخص، وفي عام 2024 حقق المتحف أعلى معدّل إقبال يشهده منذ افتتاحه في 2017، إذ استقبل في العام الماضي نحو 1.4 مليون زائر. وتؤشر هذه الأرقام على الجاذبية الثقافية المحلية والعالمية للمتحف الذي صمّمه المهندس الفرنسي جان نوفيل، ويبدو تصميمه في حدّ ذاته عملاً فنياً رحباً في جزيرة السعديات.
في ضوء هذه الأرقام، يحق للمراقب الثقافي القول إن المتحف أوجد ظاهرة ثقافية جمالية في الإمارات والخليج العربي والوطن العربي، وعلى مستوى محلي إماراتي، تشكل الزيارة الواحدة للمتحف، خاصة حين تكون زيارة عائلية، نواة بصرية لمعرفة الفنون والمقارنة بينها، وبالتالي، استنتاج تاريخها الثقافي الذي هو في الوقت نفسه جزء من تاريخ حضارات وثقافات الشرق والغرب.
«اللوفر أبوظبي» خاصّية جمالية ثقافية للإمارات، وهو صرح بالغ الأهمية ضمن صروح ومبادرات ومشاريع الثقافة والآداب والفنون في الدولة، ويشكل المتحف خزانة معرفة كبرى للرسّامين والنحّاتين والخطّاطين بشكل خاص في الإمارات، ويستحق هؤلاء الفنانون مثل هذه الهدية الوطنية الكبرى من بلادهم، فالفن التشكيلي في الإمارات له تاريخ عريق وله ذاكرة بصرية مكانية وتراثية مقروءة جيداً من جانب المتخصصين في الفنون.
في هذا السياق، يقول المرء بكل موضوعية إن بعض الأعمال الفنية الإماراتية وصلت إلى العالمية المتمثّلة في كبريات متاحف العالم ذات التاريخ العريق، وعلى سبيل المثال لا الحصر، يشير الإماراتيون باعتزاز إلى تجارب عبد القادر الريّس، وحسن شريف، وعبد الله السعدي، ونجاة مكي، ومحمد كاظم، ومحمد أحمد إبراهيم، وحسين شريف، وعبد الرحيم سالم، وغيرهم من فنّانين حوّلوا التشكيل في الإمارات إلى قطاع ثقافي وجمالي أيضاً، وأوجدوا ثقافة فنية محلية ارتبطت بالعصر ومفرداته الحديثة، وفي الوقت نفسه احترمت الموروث الشعبي المادي والمعنوي بكل دلالاته الاجتماعية والإنسانية.
1.4 مليون زائر - ستاد العرب

1.4 مليون زائر - ستاد العرب
0 تعليق