عدي صافي - التقى سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد في القاهرة، اليوم الأحد، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
نقل سمو ولي العهد تحيات جلالة الملك عبدالله الثاني لأخيه الرئيس السيسي، وتقديره لدور الشقيقة مصر تجاه القضايا العربية، وتعزيز استقرار المنطقة.
وأكد سمو ولي العهد دعم الأردن للجهود المصرية المبذولة لإعادة إعمار غزة، وجهود استضافة القمة العربية المزمع عقدها في 27 شباط الجاري.
قمتان لتنسيق الموقف العربي
وفي هذا السياق قال عضو مجلس الأعيان د. محمد داودية "لقد خرجنا بطريقة ممتازة من لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، حيث عبر الشعب الأردني والعالم برمته عن تقديره لموقف جلالة الملك عبدالله الثاني الرافض لتهجير الفلسطينيين".
وبين داودية في حديث عبر برنامج نبض البلد الذي يبث عبر شاشة "رؤيا" أن الأمة العربية تنتظر اليوم عودة الروح إلى التنسيق العربي ولقاءات الزعماء التي تأتي بالنفع على الأمة ككل والقضية الفلسطينية.
وأوضح أن زيارة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني إلى مصر ولقائه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تأتي للتنسيق إلى القمة الخماسية في الرياض والقمة العربية الطارئة في مصر.
حيث يعقد قادة الأردن والسعودية ومصر والإمارات وقطر قمة في الرياض في 20 فبراير الجاري لمناقشة الرد على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشأن قطاع غزة، إضافة إلى أن القاهرة ستستضيف قمة عربية طارئة حول تطورات القضية الفلسطينية في 27 فبراير/شباط 2025.
وأكد داودية أن الرئيس السيسي يعد لاعبا رئيسيا في المنطقة، معتبرا أن الأردن ومصر وفلسطين يمثلون منظومة صلبة خالية من الضعف، ذات وضوح ورسالة.
وأشار إلى أن سمو ولي العهد يحمل تراث الهاشميين والموقف الأردني الداعم للقضية الفلسطينية إضافة إلى حمله رسالة الملك الرافضة للتهجير، عدا عن دعم أبناء قطاع غزة الثابتين في وطنهم وعلى أرضهم.
وبين أن الأمة يجب أن تسارع لدعم مصر في إعادة إعمار غزة دون تهجير أهل القطاع وتثبيتهم في أرضهم، موضحا أن إعادة الأعمار يمثل شكلا من أشكال الصمود.
سمو ولي العهد "رسول فصيح وأمين"
وأكد أن سمو ولي العهد خير من يحمل هموم الأمة والقضية، وخير من يعبر عنها وينسق مع الرئيس السيسي، مستذكرا تجاربه الواسعة في مشاركته الطويلة الدولية.
وقال إن سمو ولي العهد "رسول فصيح وأمين" في حمل ونقل الرسالة والموقف.
تثبيت وقف إطلاق النار
وتابع "مصر مارست دور كبير في وقف إطلاق النار وتثبيته في قطاع غزة، ومن دون وقف إطلاق النار يعد عنوان رئيسي بدونه لا يمكن إعادة الإعمار في القطاع".
وأضاف "التنسيق على أشده في المنطقة العربية في خضم مرحلة صعبة على الأهل في القطاع الذين يتعرضون لنقص الغذاء والطقس البارد، حيث يحتاجون لمياه نقية ومساكن ومعدات لإزالة الركام".
وأكد أن إعادة إعمار قطاع غزة ممكن في ظل وجود خير كبير بالبلدان العربية من خلال دعم دول النفط والتبرعات الفردية للأشخاص لنصرة الأهل ودعمهم.
وقال داودية إن القمة الخماسية في الرياض تمثل "قمة المؤثرين" بوجود الأردن ومصر والسعودية والإمارات وقطر.
وأوضح أن المشاركين في القمة الخماسية لديهم مكانة سياسية واقتصادية لها تأثير كبير وتقود الاتجاهات، مشيرا إلى أنها ستثبت الموقف العربي الذي أكد عليه جلالة الملك في واشنطن.
وذكر أن موقف الأردن منبثق عن حرص الأردن على أمنه الوطني وحقوق الأشقاء الفلسطينيين، معتبرا أن إنكار حقوق الفلسطينيين هو السبب الرئيسي لاستمرار العنف والعدوان الإسرائيلي.
وأفاد أن موقف الملك خلال لقائه ترمب ليس جديدا، بل إن "لاءات" الملك الثلاث الشهيرة أُعلنت منذ وقت طويل.
الزعماء العرب لا يخيبون آمال الناس
وتوقع داودية أن القمم العربية سينبثق عنها الكثير لتمكين الشعب الفلسطيني من الصمود على أرضه، حيث يعول على الفلسطينيين الكثير في ذلك الصمود.
وأكد أن الزعماء العرب لن يخيبوا أمال الناس، قائلا:"الزعماء العرب لا يعقدون اجتماعاتهم ليخيبوا آمال الناس".
وذكر أن زيارة الملك إلى واشنطن حددت الطريق ووضعت الأطر الرئيسية، والآن يستكملها سمو ولي العهد.
وبين أنه بدأ يتضح للرئيس الأمريكي دونالد ترمب وللأوروبيين أن السبيل الوحيد يتمثل في تثبيت أهل قطاع غزة على أرضهم.
وحدة الصف العربي
وأوضح داودية أنه لا يرى وجود خلافات حول وحدة الصف العربي، مشيرا إلى أن رفض التهجير للفلسطينيين لا يجمع عليه العرب وحدهم إنما العالم برمته بما فيهم الأوروبيين الذين يرون التهجير معادي لحقوق الإنسان وجريمة حرب.
وأكد أن هنالك تراجع تكتيكي واضح من ترمب عن مشروع التهجير، معربا عن يقينه أن ما سيحدث من القمم العربية سيمثل خطوة واسعة في دعم صمود الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية التي وصفها تسير بالطريق إلى "مأساة قطاع غزة".
0 تعليق