التنمية والبناء في الإمارات لم يقتصرا على المنشآت والمدن والطرق والخدمات التي برعت فيها وتميزت وتصدرت المؤشرات في تطورها وحداثتها، بل امتدّا للإنسان من خلال بناء القيم وتعزيز السلوك الإيجابي وغرس القدوة والارتقاء بالفكر والتعامل؛ لأن بناء المدن لا يكفي من أجل مجتمع متطور يحتاج إلى بناء آخر حرصت عليه الإمارات ولم تهمله، وسعت من خلال قيادتها ومؤسساتها إلى إعطائه الأولوية في كل مناسبة وكل حدث.
في آخر تلك المبادرات كان إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، «حفظه الله»، تخصيص عام 2025 ليكون «عام المجتمع» في دولة الإمارات تحت شعار «يداً بيد» في مبادرة وطنية تجسد رؤية القيادة تجاه بناء مجتمع متماسك ومزدهر، وبالأمس أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، حملة «وقف الأب» بهدف تكريم الآباء في دولة الإمارات من خلال إنشاء صندوق وقفي مستدام بقيمة مليار درهم، يخصص ريعه لتوفير العلاج والرعاية الصحية للفقراء والمحتاجين وغير القادرين.
منظومة متكاملة مترابطة تضمن النجاح لكل الأفكار والخطط والمبادرات في الإمارات؛ لأنها تحظى بمتابعة صناع القرار أنفسهم الذين يحرصون على إنجاحها واستغلال الفرص لتوفير مقومات النجاح لها؛ لذلك كانت مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد تتواءم دوماً مع شهر رمضان المبارك، وتسعى إلى الاستفادة من روحانيات هذا الشهر الكريم.
حملة «وقف الأب» تترجم منظومة العطاء التي رسختها دولة الإمارات، وتجسد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، للعمل الخيري والإنساني المستدام وفق مفهوم مؤسسي متكامل، وبرامج فعالة لحشد الجهود لمساعدة ملايين الأشخاص في المجتمعات الأقل حظاً؛ لتمكينهم من العيش الكريم، وتلبية احتياجاتهم الأساسية وفي مقدمتها الرعاية الصحية المستدامة، خاصة أن ريع «وقف الأب» يستثمر في توفير الرعاية الصحية والعلاج للفقراء والمحتاجين وغير القادرين ودعم المنظومة الصحية في المجتمعات الأقل حظاً من خلال تطوير المستشفيات.
الإمارات تلعب دوراً مهماً تجاه محيطها والعالم من حولها وتسعى لإشراك المجتمع بكل مستوياته، وهي في نفس الوقت تسعى للارتقاء به وجعله في مقدمة المجتمعات الأكثر وعياً وإدراكاً وفهماً وسلوكاً وتفاعلاً عبر ترسيخ القيم النبيلة في دولة الإمارات وفي مقدمتها البذل والعطاء، والتضامن الإنساني العميق مع جميع شعوب العالم.
حراك لا يهدأ تطلقه الإمارات في كل الاتجاهات يمثل ذروة العمل وجرأته وتميزه وضمان نجاح أهدافه وامتداد مظلته لمجتمعات تبعد آلاف الكيلومترات عنه؛ لأنها تصنع التغيير الإيجابي، وتسعى للخير والعطاء للجميع، وتحشد الطاقات وتستنفر الجهود لتزرع ثقافة جديدة صنعت وانطلقت من الإمارات.
[email protected]
0 تعليق