إيمان عبدالله آل علي
الحياة ملأى بالتقلبات، وكثُر يجدون أنفسهم فجأة غارقين في الديون، بسبب أحوال طارئة أو تحديات مالية غير متوقعة، فالديون ليست مجرد أرقام، بل هموم تثقل القلوب وتؤثر في الأفراد وأسرهم.
من هنا يأتي دور الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإنسانية، فهي شعاع النور الذي يمنح المديونين فرصة لاستعادة حياتهم وتجاوز أزماتهم، ما يستدعي تكثيف الدعم وزيادة التبرعات لتوسيع دائرة المستفيدين؛ فالمديون ليس مجرد رقم في قائمة المطالبات، بل إنسان بحاجة إلى فرصة جديدة، وأمل يعيد إليه الطمأنينة، ومع وجود الكثير من المبادرات الخيرية، يبقى التحدي في توفير التمويل اللازم لضمان استمرار هذه الجهود الإنسانية.
الديون ليست خياراً، بل قدر يمر به بعضهم نتيجة أوضاع خارجة عن إرادتهم، فيعيش المديون في قلق دائم، يفقده راحته، ويشعر وكأنه في دوامة لا يستطيع الخروج منها، خاصة إذا تعرض لعقوبات قانونية أو تعثرت سبل تجديد أوراقه الرسمية؛ فدعمهم من الجمعيات والمؤسسات الخيرية مع إجراءات سهلة تتناسب مع أوضاعهم، ومع تخفيف الشروط والمتطلبات بما يتناسب مع العوائق التي يمرون بها، خاصة أن الشكاوى على المديونين تشلّ حركتهم وتعيق قدرتهم على تنظيم حياتهم وتتبّع احتياجاتهم وتعديل أوضاعهم.
الإمارات بلد الخير والعطاء، وأهلها سبّاقون لفعل الخير، ما يجعل تعزيز الجهود الخيرية وزيادة دعم صناديق مثل «صندوق الفرج» خطوة ضرورية لتوسيع نطاق المساعدات، وإعادة البسمة إلى وجوه المديونين وأسرهم، وتكثيف المبادرات الخيرية، وتسهيل إجراءات الدعم هي الحل الأمثل لإنقاذهم وإعادة الأمل إليهم. ونتمنى من كل الجمعيات الخيرية تخصيص جزء لسداد الديون. كما أن نشر الوعي المالي سيساعد الأفراد على تفادي الوقوع في أزمات مشابهة مستقبلاً.
الإمارات نموذج عالمي في تقديم الدعم المالي والاجتماعي للذين يواجهون تحديات مالية، عبر مبادرات حكومية وإنسانية تعزز الاستقرار المالي والاجتماعي، ما يسهم في تخفيف الأعباء عنهم وتمكينهم من إعادة بناء حياتهم المالية. إلى جانب ذلك، تسهم الجمعيات الخيرية، في دعم الأسر المتعسرة ببرامج سداد الديون والمساعدات المالية العاجلة.
ولا تقتصر هذه الجهود على المواطنين فحسب، بل تمتد للمقيمين عبر مبادرات إنسانية تسهم في تعزيز التضامن المجتمعي، وتعكس هذه الجهود رؤية الإمارات في ترسيخ مبدأ التكافل الاجتماعي، وضمان حياة كريمة للجميع، ما يعزز مكانتها الريادية في العطاء الإنساني والتنمية المستدامة.
خلف كل دين حكاية، وخلف كل مساعدة فرصة جديدة، يد الخير حين تمتد، تصنع فارقاً حقيقياً في حياة المحتاجين، لنكن جميعاً جزءاً من هذا الأثر الإنساني، ولنرسم للمكروبين طريقاً جديداً للحياة.
[email protected]
بصيص أمل لـ«المديونين» - ستاد العرب

بصيص أمل لـ«المديونين» - ستاد العرب
0 تعليق