توأم التربية والتعليم - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

التوأم الذي لا ينفصل أبداً ولا يمكن اعتماد أحدهما دون الآخر، هو «التربية والتعليم»، ونذكر أن «مدارس زمان»، كانت تولي للتربية اهتماماً كبيراً، وتُسهم في تشكيل وعي الطالب وأخلاقه، وتعلّمه المبادئ والقيم وآداب الحوار والطعام والتصرف في المجتمع، واحترام الأهل والكبار والمعلّم..
تطور الزمن نعم، واختلفت أساليب التربية والتعليم نعم، لكن ما نستغربه هو أحوال بعض المدارس اليوم التي تجيد تطبيق مناهج التدريس، وتتمسّك بالتعليم بينما تضع التربية في ذيل اهتماماتها، وكأنها جزء خاص بالبيوت وأولياء الأمور، بعيداً من المؤسسة التعليمية. الفصل بين التوأم، ينعكس سلباً على التعليم وعلى المجتمع؛ فالتربية جزء أساسي من مسؤولية المدارس والمدرّسين، الذين يفترض أن يكونوا المثال والقدوة، والنموذج الصالح الذي يتأثر به الطالب، وربما يمشي على دربه، أو على الأقل يحفظ أشياء من سلوكاته وأخلاقه وتصرفاته التي تعلق في ذهنه إلى الأبد.
التذكير بالميثاق المهني والأخلاقي الذي اعتمدته وزارة التربية والتعليم عام 2022 مهم، والأهم حرص المؤسسات التعليمية، سواء كانت خاصة أو حكومية، على إعادة تذكير كوادرها بكل بنوده، كي نحافظ على هيبة المعلم ودوره في تشكيل وعي الطلبة، ودوره في التمسك بالقيم والأخلاقيات، واللباقة والحكمة في التصرف، والتعامل مع الطلبة في كل مراحلهم العمرية. ودوره في بناء أجيال سليمة متوازنة قادرة على تحمّل المسؤولية وقادرة على بناء المجتمع وتطوير الحياة في المستقبل.
لم يعد التواصل بين المعلم والطالب محصوراً داخل المدرسة، فهناك تواصل يسمح أحياناً بشيء من الحوار بينهما خارج إطار الدراسة، مثل التواصل عبر مواقع التواصل، الذي يراه بعضهم فرصة للتقرب من المعلم، ما يخلق فرصة ربما للمحاباة أو التفريق بين الطلبة. كما أن التقرّب بلا ضوابط وحدود بين المدرّس وطلبته، يتسبّب بفوضى يتحمل المدرّس مسؤوليتها وما يترتب عليها من نتائج سلبية.
الالتزام بقائمة المحظورات المهنية والأخلاقية التي أعادت تعميمها إدارات مدرسية، يحمي المنظومة التعليمية، ويحفظ للمعلّم دوره التربوي ومكانته العالية. كما يحمي الأبناء من مواجهة أي سلوك قد يترك أثراً سلبياً فيهم، ويحفظ الحدود اللازمة في التعامل بين المعلّم والطالب من جهة، والمعلّم وولي الأمر من جهة أخرى؛ فللمعلّم حقوق وعليه واجبات، لن يتمكن من الحصول على الأولى، من دون التزامه بالثانية، خصوصاً أن مهنة التعليم ليست مجرد وظيفة يؤديها صاحبها وفق ساعات دوام ويمشي، بقدر ما هي مهنة بناء عقول ونفوس ومجتمع؛ ومن يتولى هذه المهمة عليه أن يكون على قدرها.

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق