الأنشطة المدرسية الفعالة - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

من الجميل أن يتم تفعيل أيام المناسبات العالمية في المدارس الحكومية، وذلك للتوعية بها، ومعرفة الهدف الذي خصص يوم لأجله فيها، كتفعيل يوم الغذاء الصحي، والذي فعّلته معظم المدارس الحكومية بمختلف فعالياتها، إلا أن بعضاً منها حاد عن طريقه للتوعية، وزاد من إرهاق ميزانيات أولياء الأمور بأمور جانبية لا يستفيد منها الطالب البتة، كاختيار ملابس فيها صور للفواكه مثلاً، والذي طلبته المدارس بالحلقة الأولى ورياض الأطفال، وقلما نجد ملابس تطبع عليها أنواع الفواكه إلا ما ندر، وهو كالامتحان الصعب لدى أولياء الأمور كجلب حليب الطير في يوم الجمعة، والذي تخصص فيه معظم الأنشطة، لأبنائهم الطلبة.
وتفعيل الأيام من الأفضل أن يركز كل الجهود على رفع توعية الطلبة، فمثلاً في يوم الغذاء الصحي يتعرف الطالب إلى أنواع الغذاء، وما الاختلاف بينه وبين الغذاء المصنع أو المعدل وراثياً، وهي مصطلحات قلما يسمع بها الطالب في بيئته ومحيطه، ويتم التعرف إلى المشاريع التي تزيد من مستوى الأمن الغذائي للطلبة الكبار. أما بالنسبة إلى الطلبة الصغار، فيتم التعرف إلى فائدة أي فاكهة أو خُضر تعجب الطالب، يأن يقوم بعمل بحث وتحرٍّ في محركات البحث، ويخبر معلميه ورفاقه وزملاءه الطلبة بالفائدة التي يحصل عليها من فاكهته المحببة، وبذلك النشاط يكون قد تعرف إلى ثلاث مهارات مجتمعة، الأولى بالبحث والتحري عن الشيء أياً كان، وهي مهارة يمكن الاعتماد عليها لسنوات مقبلة، كتأسيس طلبة باحثين، خاصة للطلبة الصغار، وثانيها مهارة الإلقاء والتخاطب مع الفصل، وثالثها، وهي فحوى النشاط، التعرف إلى الفائدة التي يجنيها بدنه وعقله من الفاكهة.
ويكاد ذلك النشاط الخفيف للجميع، يغطي بفائدته على كل الفعاليات المنظمة، وهي عديدة وطبقتها معظم المدارس، والتي كان من بينها اختيار أفضل «لانش بوكس»، وهو النشاط المؤكد بأنه نشاط موجّه للأمهات أكثر من الطلبة، والتنافس في اختيار الأغذية الصحية، ولن يفيد الطالب بشكل حقيقي إلا تلك الشهادة التي ستسعد والدته، وغيرها من المشاريع التي تتكفل أسرة الطالب بعملها بالنيابة عنه، ولا يستفيد منها الطالب البتة إلا زيادة الجهد والضغط على الأسرة وخاصة الأمهات.
والأفضل من ذلك كله، أن تترك للطالب عمل المشروع بنفسه والإشراف فقط من أسرته، وأن يحرص المعلم على التنبيه إلى ذلك وتنبيه أولياء الأمور إلى عدم التدخل في مشاريع أبنائهم إلا للإشراف، والأفضل أن تتم المشاريع في المدرسة، ويتشارك في أدائها الطلبة، وكذلك الواجبات، فوقت الأسرة مهضوم بالنسبة للطالب في المدارس الحكومية، جل الوقت في المدرسة وبعده لكتابة الواجبات المدرسية، والتي يطول أداؤها إلى أن تستنفد كل طاقة الطالب البدنية والعقلية والروحية، دون اتزان محقق لا للأسرة ولا للعب، لذلك من المهم فعلاً الاهتمام بعناية بنوعية الأنشطة المنظمة، والبحث في فائدتها للطالب بالدرجة الأولى. والالتفات لتلك الملاحظات البسيطة وتعديلها، يسهم بشكل كبير في دفع عملية التعليم لآفاق أوسع وأرحب وأفضل للجميع.

[email protected]

أخبار ذات صلة

0 تعليق