.. «نحن في الشارقة نعز الكتاب ونجله ونقدر أهله».. بهذه الكلمات لخص صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، علاقة إمارة الشارقة بالكتاب، وبكل ما يتصل به من كتّاب وقراء وناشرين، وليس انتهاء بجميع ما سلف من إقامته معرضاً دولياً للكتاب على أرض إمارته كل عام.
خلال افتتاحه فعاليات الدورة ال 43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يقام تحت شعار «هكذا نبدأ»، لم يكن في بال راعي الحفل، غير الكتاب وأهله والقائمين عليه، فهو يدرك تمام الإدراك أهميته في صناعة الأجيال والنشء والدول، بقوله: «الكتاب سر نجاح الأمم وسر نهضتها وتطورها».
هذه الكلمات كانت المقدمة لما أعلن عنه سموه تالياً خلال الحفل حين زف للحاضرين بشرى انتهاء المعجم التاريخي للغة العربية، ليقول: نجتمع اليوم في مناسبة كريمة على قلوبنا جميعاً، فيها فرحتان، الفرحة الأولى هي معرض الشارقة الدولي للكتاب، أما فرحتنا الثانية فهي اكتمال إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية.
هذا الإنجاز العلمي الكبير كان ظاهراً على سموه وهو يتحدث عن مشروع المعجم الضخم الذي تعود قصته إلى عقود من الزمن، وعن الحلم الذي راوده منذ زمن، إلى أن كتب له النور من الشارقة.
تقدير حاكم الشارقة للقائمين على هذا المنجز كان جلياً خلال حفل افتتاح المعرض، حين قال: «إن المعجم الذي حققه الله تعالى على أيدي فريق كبير من علماء الأمة يفوق عددهم 700 بين كاتب ومحرر وخبير مراجع وإداري وعاملين، أقول لهم جميعاً: شكراً لكم»، وليحرص سموه بعدها أمام جمع الحفل على تكريم جميع رؤساء المجامع اللغوية العربية.
الدكتور سلطان، وقبل أن يوقع المجلد الأخير رقم 127 من أجزاء المعجم، زف إلى حضور الحفل بشرى أخرى حين قال: «أبشر بأننا بدأنا في مشروع علمي عظيم، لا يقل أهمية عن المعجم التاريخي للغة العربية هو الموسوعة العربية الشاملة في العلوم والآداب والفنون والأعلام».
الدكتور سلطان الذي أصبح علماً عالمياً بعلمه وثقافته، ومشاريعه التعليمية التي لا تنتهي، وحرصه على نقل أسمى رسائل الحضارة والتواصل من الشارقة إلى العالم أجمع، لخص مشروعه بالقول: «لسنا نقول هذا الكلام لنتوقف أو نتراخى، بل إننا عازمون اليوم أكثر من أي وقت مضى على مواصلة مسيرة العلم ونشر الثقافة العربية والتمكين للسان العربي في مشارق الأرض ومغاربها».. وكأن كل ما قدمه في كفة وكل ما في ذهنه في كفة أخرى، وهو ما ينسجم قولاً وفعلاً مع شعار معرض الكتاب لهذا العام «هكذا نبدأ».
[email protected]
0 تعليق