هكذا نبدأ - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

المرء يحلم ويبحر في خياله، والقلب يعشق من حرف وتأسره مشاعر قصيدة، والصوت المبحوح في جنبات النفس يطلق شهيقاً وزفيراً للحياة بسطور مرتوية بصدق الإحساس ورقة الإنسان، الحب جولات ومد وجزر وفي صورة الحكايات ألف ليلة وليلة في صورة امرأة مثقفة ممشوقة جميلة تروي حتى ينطق الفجر نهاية الوقت وحياة الروح، في السمع والبصر، ورشفة القهوة وساحات القلم ونبض الكاتب وحقيقة ووعي من يختبره الزمن فيما يختبر ويكتب ويحتوي، العالم في البدايات هو حكايات وفي الحكايات «هكذا نبدأ».
نبدأ بوالدنا صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وحبه للكلم وأصحابه، واطمئنانه وقلقه، وروحه المتقدة دوماً بسحر البحث والتفقد والتدوين، كل عام نقف مستمعين له، بأذن تواقه، وأرواح منتظرة تشهد حرصه وتفانيه، لست أباهي من لا أعرف، ولكني أباهي العالم بوالد يعرف أن قيمة الإنسان في بصيرته، وصدره الممتلئ وعياً وحرصاً وثقافة، فالكتاب ليس زينة المكتبات، ولقب الكاتب ليس بهرجة المنصات، بل هو التعب والسهر والتحليل والتأني والصبر، حتى إذا ما انطلق البوح كان القلب مستقبلاً والعقل مدركاً وكل من يسمع واثقاً متجاوزاً حدود الشك والتردد.
البدايات لا وقت لها، ولا زمن، والله من فوق سبع سماوات أقر البداية الكبرى؛ بداية البعثة بكلمة «اقرأ»، وصار الحرف المتلقى من سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، نبراس علم وانطلاق المنهج الرباني بأن كل شيء في هذه الدنيا يبدأ بالقراءة والمعرفة والوعي والدقة والتأمل، التأمل في روح الكون وتجليات عظمة الله، والبحث عن كل الخبايا التي لا تنتهي والروائع التي ستظل تخرج للعالم كل يوم بكل الصور قدرة خالق عظيم، العلم صورة ربانية وروح نورانية وقيمة عالمية، لا تُعرف الأمم إلا بسموّ أخلاقها وقيمة أهل العلم لديها، وتأتي بعدها كل الأشياء لتكون حصيلة وإرثاً ومخزوناً مرتوياً بأفلاج متدفقة من أناس همهم وشغلهم الرقي بإنسان الكون وحياته.
في الشارقة هذا العام وكل عام، معرضها معرض الشارقة الدولي للكتاب انطلق، والناس تهافتت في شوق: ما الجديد؟ وكيف هي حال الجوعى من أقاصي الأرض ودانيها، وأين المتجدد المتفرد المنتقى في صورة الوحي الذي يأتي به الساقي لأحداث وقصص وبدايات هي في الفصول جولات وروايات وقصص تروى كيف لا ننسى. في دولتي، العلم يرفع أهله، والكاتب الحق مكرّم، وصاحب الفكر منطلق، وعند كل العناوين يبقى العنوان الحق: العلم يرقى بصاحبه ويعيد تعريفه ومسماه مئات المرات بلقب واحد. 
للجنود المجهولين أولاً خلف الكواليس، وقيادة المعرض وأهلها، مبارك لكم هذه النسخة، وختام باهر بإذن الله وكل عام والشارقة وحاكمها بخير.

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق