بعشر سنوات من الإنجازات والتميز، تحتفل وزارة الدفاع ببرنامج الخدمة الوطنية، بـ «وقفة ولاء» في حدث استثنائي يشارك فيه آلاف من خريجي الخدمة وقوات الاحتياط، في اصطفاف تاريخي بمنطقة السميح في الثاني من ديسمبر المقبل، في صورة باهية تعكس روح الفخر والانتماء للوطن.
الخدمة الوطنية التي تمكنت خلال السنوات الماضية من أن تصبح ركيزة أساسية لتعزيز قيم الولاء والانتماء وبناء جيل قوي وواعٍ قادر على مواجهة التحديات، تعدّ إنجازاً وطنياً بارزاً، بعد أن نجحت باقتدار في تطوير قادة شباب يمتلكون روح المسؤولية والطموح لخدمة الوطن، وهو ما أثبته الخريجون بعد أن أصبحوا اليوم القوة الدافعة للتنمية والابتكار، وعماد المستقبل وقادة الغد الذين يواصلون بناء صروح الوطن وحماية مكتسباته.
منذ نشأتها أولت دولة الإمارات الدفاع عن الوطن أهمية قصوى؛ إذ نصّت المادة الـ43 من الدستور، على أن يكون الدفاع عن الاتحاد فرضاً مقدساً على كل مواطن، وأن أداء الخدمة العسكرية شرف للمواطنين، ولتشهد منذ حينها خطوات مدروسة وجهوداً كبيرة لبناء منظومة دفاعية قوية تعتمد على أبناء الوطن كأساس للأمن والاستقرار.
الخدمة الوطنية التي تعدّ نتاج تخطيط استراتيجي بدأ منذ عقود في ظل قيادة واعية أدركت أهمية هذا المجال في تعزيز مفهوم الوطنية وتحقيق التلاحم الوطني، تهدف إلى تعزيز قدرات أبناء الوطن الدفاعية، وإعداد جيل مؤهل على أعلى مستوى من الكفاءة والجاهزية للدفاع عن الوطن ومكتسباته في أي وقت، وقد أصبحت اليوم واجباً وطنياً ومهنياً يعكس تلاحم الشعب مع قيادتنا الرشيدة برئاسة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتعزز مفاهيم الولاء والانتماء الوطنيين.
الإمارات التي تمضي قدماً في تطوير برامج الخدمة الوطنية وتوسيعها لتشمل تدريب الكوادر الشابة وتأهيلهم عسكرياً وفكرياً وثقافياً، تسعى من خلال هذه الجهود إلى تعزيز استقرارها الداخلي وتقوية أسس أمنها الوطني، بما يكفل تحقيق رؤيتها المستقبلية وتطلعاتها الوطنية.
الدفاع عن الوطن وحمايته واجب وطني، لا يفرضه القانون فحسب بل يمليه حس الانتماء، وبرنامج الخدمة الوطنية يسعى إلى غرس مفاهيم الوطنية الصالحة، ويتيح الفرصة لأبناء الوطن لرد الجميل لـ«دار زايد» التي وفرت لهم الأمن والاستقرار، وليكونوا عند حسن ظن قيادتنا الرشيدة التي تراهن عليهم باعتبارهم الأمل والمستقبل، والقوة التي تدافع عن الوطن وتحافظ على مكتسباته، وليثبتوا أنهم ليسوا مجرد فئة عمرية، بل رجال مستعدون لـ «وقفة ولاء» للوقوف صفاً واحداً للدفاع عن وطنهم، والمساهمة في رفع رايته.
0 تعليق