يشهد حاليا المغرب انتشارا مقلقا لبوحمرون، فبعد القضاء على هذا المرض منذ عدة سنوات عاد بقوة، وتثير الزيادة في الحالات قلق المختصين الذين يدعون إلى تطعيم الأطفال لحمايتهم وكبح انتشار المرض.
وسجلت المملكة أزيد من 20 ألف إصابة بالحصبة منذ سنة 2023، كما تسبب المرض في وفاة أكثر من 100 شخصا، حيث دفعت هذه الأرقام المثيرة للقلق ببعض المختصين لتصنيف هذا المرض كـ”وباء”، فهل يمكن الحديث عن وباء؟، ولماذا عاد المرض رغم التطعيم؟.
ذلك انه لم يصدر إلى حدود الآن عن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أي إعلان رسمي يصنف مرض الحصبة (بوحمرون) كـ”وباء”، ومع ذلك، فقد أطلقت الوزارة حملة تطعيم لمكافحة انتشار المرض كما ضاعفت جهودها لتوعية الناس من أجل مكافحة هذا انتشاره المقلق.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، الوباء أو تفشي الوباء هو “الزيادة المفاجئة في عدد حالات مرض ما تُسجل عادة في مجتمع معين، أو في منطقة جغرافية أو خلال موسم معين”..
وتتابع المنظمة قائلة: “الأمراض الموبوءة، مثل الأمراض الناشئة أو المتجددة، تشكل أكبر تهديد للأمن الصحي العام وللتنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول”. فكيف اذن يمكن تفسير زيادة الإصابات في المغرب؟
في هذا الصدد، يقول سعيد عفيف، الطبيب الأخصائي في طب الأطفال، ورئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، إن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أطلقت منذ سنوات حملة تطعيم خاصة بداء الحصبة استهدفت 11 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 9 أشهر و19 عاما، حيث تلقى هؤلاء الأشخاص الجرعتين اللازمتين من اللقاح.
وأوضح عفيف، في تصريح للأولى، أنه وبفضل ذلك، لم يسجل المغرب إلا بضع عشرات من الحالات خلال 6 سنوات، وكانت هناك تغطية تطعيمية بنسبة 97%، مع العلم أن منظمة الصحة العالمية توصي بتغطية تصل إلى 95% لتجنب وباء”. وأضاف: “لكن منذ شتنبر 2023، شهدنا زيادة في حالات الإصابة بالحصبة في المغرب.
وهذا يعود إلى تراجع التطعيم في المملكة، بسبب فترة جائحة كوفيد-19 وكذلك الإضرابات المتكررة في القطاع الصحي، بالإضافة إلى ذلك، يعتقد بعض الآباء أنه إذا تجاوز الطفل 18 شهرا ولم يتم تطعيمه أو لم يتلق الجرعة الثانية، فإنه يكون قد فات الأوان، لكن هذا غير صحيح تماما، إذا لم يتم التطعيم، بغض النظر عن العمر، يجب أن يتم التطعيم، ويجب أن يتلقى الطفل الجرعتين”.
وفقا للدكتور عفيف، فالتطعيم هو الوسيلة الوحيدة الفعالة لمكافحة انتشار المرض، حيث أكد “الوزارة كانت نشطة منذ أسابيع لمواجهة زيادة حالات الحصبة، وقد أطلقت برنامجا لتطعيم الأطفال من 9 أشهر إلى 19 عاما.
كما أن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة تتحقق من دفاتر صحة التلاميذ في المؤسسات التعليمية، وأضاف أننا بحاجة أيضا إلى مشاركة جمعيات آباء التلاميذ للتحقق من دفاتر تطعيم الأطفال، في حالة الشك أو إذا فقد الوالدان الدفتر أو لم يتذكروا إذا كان الطفل قد تلقى الجرعتين، يجب أن يتم تطعيمه”.
وتابع قائلا: “حتى لو كان الشخص قد أخذ الجرعتين من اللقاح ونسي، أو لم يكن لديه دليل على ذلك مثل فقدان الدفتر الصحي، يمكنه أن يتلقى اللقاح دون أي مشكلة”.
0 تعليق