تشهد المدينة القديمة للرباط في السنوات الأخيرة، تزايدا ملحوظا في عدد المطاعم والسناكات، الأمر الذي كان يعتقد الكثيرون أنه سيعزز من الحركة الاقتصادية والسياحية في المنطقة. إلا أن الواقع أصبح مغايرا، حيث يعاني العديد من هذه المحلات من تدهور كبير في جودة الطعام والخدمات المقدمة، مما يؤثر سلبا على سمعة المدينة القديمة التي تشتهر بتاريخها العريق وجاذبيتها السياحية، خصوصا ونحن على مشارف استقبال آلاف السياح بمناسبة تنظيم كأس افريقيا وكأس العالم.
من أبرز هذه المطاعم التي أثارت انتباه الزوار والمواطنين على حد سواء هو مطعم يقع في منطقة باب العلو، المتخصص في تقديم الأسماك، ورغم موقعه الجيد وتخصصه في هذا المجال، إلا أن الشكاوى حول تدهور جودة تلك الاسماك تتزايد بشكل مستمر، من بين هذه الشكاوى التي تصل إلى أذان الزوار، هناك من يشير إلى تراجع مستوى الجودة وارتفاع أسعارها ونظافة الطعام وجنبات المطعم والمشتغلين فيه، وهو ما يتطلب تدخلا عاجلا من الجهات المعنية.
ما يزيد من خطورة الوضع هو غياب المراقبة المستمرة، من طرف السلطات المختصة في مجال مراقبة الجودة والامتثال للمعايير الصحية. فمع تزايد عدد المطاعم والسناكات دون الرقابة الكافية، أصبح من السهل أن تنتشر المحلات التي تقدم طعاما دون المستوى المطلوب، بل قد يشكل بعضها خطرا على صحة المواطنين والسياح.
إن غياب الرقابة المستمرة على هذه المحلات يجب أن يكون نقطة نقاش جدية لدى المسؤولين المحليين في الرباط، فالمنطقة بحاجة إلى تنظيم محكم للمطاعم والمقاهي مع ضرورة فرض معايير صارمة على الممارسات الغذائية في المدينة القديمة.
على الجهات المعنية أيضا تكثيف حملات المراقبة، خاصة في الأماكن التي تشهد إقبالًا كثيفا من الزوار مثل باب العلو، لضمان أن يحصل الزبائن على خدمات غذائية آمنة وعالية الجودة.
النداء هنا موجه إلى المسؤولين المعنيين بالمراقبة وزجر الغش، بأن يتخذوا التدابير اللازمة لحماية المستهلكين من تدهور جودة الأطعمة المقدمة في هذه المطاعم، خاصة تلك التي تقدم المأكولات بجميع أنواعها. فنحن نطالب بأن يتم اختبار الطعام وتذوقه بشكل دوري من قبل الجهات المعنية، لضمان أن يكون مطابقا لأدنى معايير الجودة والسلامة الصحية.
تبقى المدينة القديمة للرباط واحدة من أهم وجهات السياحة المحلية والعالمية، ولكن يجب أن ترافق هذه الأهمية رقابة صارمة على خدمات المطاعم والمقاهي، من أجل الحفاظ على سمعة المدينة وضمان صحة وسلامة الزوار.
0 تعليق