الدم المشروك.. دراما صعيدية بهوية مزورة تكشف أزمة الإبداع في التلفزة المغربية - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

مسلسل الدم المشروك، الذي تعرضه القناة الثانية خلال شهر رمضان باعتباره عملاً مغربيا، ليس سوى دراما مصرية صعيدية بامتياز، تحمل في طياتها كل تفاصيل البيئة الدرامية المصرية، من السيناريو إلى الأزياء وحتى الأجواء البصرية القاتمة.

 فالقصة مستوردة بالكامل من مصر، من تأليف الكاتبة المصرية هاجر إسماعيل، التي طُلب منها تقديم عدة سيناريوهات، ليتم انتقاء أحدها وإعادة “تدويره” في المغرب.

وبعد عودته، خضع المسلسل لمحاولة “مغربة” سطحية عبر لجنة مختصة، غير أن بصمته المصرية ظلت واضحة، رغم كل المحاولات لإلباسه رداء مغربيا. النتيجة؟ عمل درامي مشوش الهوية، يراوح بين النكهة المصرية الأصلية وملامح مغربية مصطنعة لا تنجح في إقناع المشاهد.

السؤال الذي يفرض نفسه: هل وصل بنا العجز الإبداعي إلى استيراد ليس فقط القصص، بل حتى أنماط التعبير والحزن والمآسي؟ هل أصبحت الأزمة التي تعاني منها الدراما المغربية تجعلها غير قادرة على إنتاج أعمال محلية حقيقية؟ الواقع أن أزمة السيناريو في المغرب لم تعد تقتصر على ضعف المحتوى، بل تحولت إلى تبعية فنية، حيث باتت بعض الأعمال تستورد كما تستورد السلع المستعملة، ثم يعاد تغليفها بملصق محلي لمحاولة تسويقها على أنها منتج وطني.

“الدم المشروك” ليس سوى مثال صارخ على دراما مستوردة بهوية مزورة، عبرت الحدود بجواز سفر مصري، قبل أن تحاول تغيير لهجتها عند بوابة العبور، ليتم تمريرها إلى الجمهور باعتبارها إنتاجا مغربيا.

لكن هذه الأزمة لا تتوقف عند الإنتاج الدرامي فحسب، بل تمتد إلى التلفزة المغربية نفسها، التي تعاني من ضعف واضح في استراتيجيتها ورؤيتها الفنية. بدل أن تكون منصة لتطوير الصناعة الدرامية المحلية وإبراز المواهب المغربية، تحولت إلى وسيط يعيد بث أعمال مستوردة أو متواضعة الجودة، ما يفسر تراجع ثقة المشاهد المغربي في محتواها. هذا بالإضافة إلى الشبهات التي تحوم حول بعض المشاريع الإنتاجية، حيث يثار الحديث عن معايير غامضة في انتقاء الأعمال، ووجود صفقات مشبوهة تُمنح دون الأخذ بعين الاعتبار الجودة الفنية أو متطلبات الجمهور.

في ظل هذا الواقع، يبقى السؤال مطروحا: هل نحن أمام أزمة إبداع حقيقية، أم أن المشكلة أعمق، تمتد إلى بنية الإنتاج والتسيير داخل التلفزيون المغربي نفسه؟

فكرة الزميل محمد واموسي بتصرف

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق