الشارقة:«الخليج»
منذ أول رواية ظهرتْ للنور، والروايات تعتبر مصدر إلهام لا ينضب لمختلف المجالات الفنية والعملية، من بين هذه المجالات عالم الموضة والأزياء، بما فيه من دهشة وغرابة وتجدد، الذي استلهم تصميماته من الشخصيات والأحداث التي أبدعها الأدباء في رواياتهم على مدار القرنين السابقين.
وبالتزامن مع معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يرفع في دورته الـ 43 لهذا العام شعار «هكذا نبدأ» في تأكيد أن كل شيء، مهمة كان، أو فكرة، أو مشروع يبدأ من كتاب، فإننا نستعرض عناوين أشهر خمس روايات عالمية ألهمت مصممي الأزياء، لإبداع أجمل الملابس، يمكن الحصول عليها في المعرض.
*فرانكشتاين
تُعتبر رواية «فرانكشتاين» لماري شيلي، واحدة من أبرز الأعمال الأدبية التي تركت بصمة عميقة في الأدب الإنجليزي، وامتدت بطبيعة الحال إلى عالم الموضة، حيث استوحت العديد من دور الأزياء تصاميمها من الأجواء القاتمة والرؤى المميزة لهذه الرواية الشهيرة، فظهرت شخصية الوحش في تصاميم العلامة الشهيرة «برادا»، التي وضعت صورته على قمصانها، كما استوحى المصمم العالمي أليساندرو ميشيل لمجموعة «غوتشي» لخريف وشتاء 2018 عناصر جمالية وموضوعية من «فرانكشتاين»، ما أسفر عن تشكيلة أزياء مثيرة مستلهمة بشكل واضح من الرواية.
آليس
الرواية الثانية التي تركتْ بصماتها بوضوحٍ في عالم الموضة والأزياء هي «آليس في بلاد العجائب»، والتي يجدها الزوار متاحة في أكثر من دار نشر بالمعرض، وقد ألهمت الرواية بأجوائها السحرية وشخصياتها الغريبة العديد من المصممين، فقد قدّمت دار «ديور» مجموعة مستوحاة من أسلوب «آليس» الخيالي، حيث احتوت التصاميم على لمسات من عالم الطفولة والألوان الزاهية، بالإضافة إلى الأقمشة التي تعكس روح المغامرة، كذلك تأثرتْ دار «فالننتينو» في إحدى مجموعاتها بالرواية، وظهر ذلك في اعتمادها على العناصر الرمزية مثل الساعة والأرنب، لتجسيد تلك الرحلة الغريبة في عالم العجائب.
غاتسبي العظيم وآنا كارنينا
وحين نريد الحديث عن الأزياء الفاخرة الأنيقة التي تعود لنهايات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، سنجد أن الكثير من دور الأزياء ومصمميها تأثروا بعملين أدبيين عظيمين، الأول رواية «غاتسبي العظيم» لفرنسيس سكوت فيتزجيرالد الذي ألهم «رالف لورين» و«شانيل» لتقديم مجموعاتٍ مستلهمة من أجواء الرواية التي دارت في عشرينات القرن الماضي، حيث ظهرت الأزياء سواء البدلات الرسمية أو الفساتين الأنيقة والمزينة بالخرز والريش، تعكس مفاهيم «الآرت ديكو» الذي انتشر في تلك الحقبة، أما الرواية الأخرى فهي «آنا كارنينا» لليو تولستوي التي ألهمت العديد من دور الأزياء في أمريكا وروسيا لتقديم مجموعات من الأزياء الكلاسيكية المستوحاة من شخصيات الرواية التي تعكس أجواء المجتمع الأرستقراطي الروسي في القرن التاسع عشر.
مدام بوفاري
خامس رواية كان لها أثرٌ كبير جداً على مصممي الأزياء الفرنسيين الذين كانوا يبحثون عن تصاميم نسائية راقية، وفيها جرأة وأناقة، هي رواية «مدام بوفاري» لغوستاف فلوبير، فبفضل أحداث الرواية عرف مصممو دار ديور وفالنتينو كيف كانت النسوة من الطبقات الأرستقراطية ترتدي في القرن التاسع عشر بالريف الفرنسي، وصمموا مجموعة أزياء تعتمد على الأقمشة الفاخرة والأكمام المنتفخة التي كانت ترمز للرقي والبذخ.
0 تعليق