علاقات قربى بين القصيدة والمسرح والسرد - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهد مهرجان الأقصر للشعر العربي في يوميه الثاني والثالث زخماً إبداعياً شعرياً وفنياً، حيث أقيمت ندوة أدبية، ومعرض فني، و4 أمسيات شعرية، وسلسلة توقيعات دواوين، وذلك ضمن فعاليات الدورة التاسعة التي تقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتنظمها دائرة الثقافة في الشارقة ووزارة الثقافة المصرية.
جاء ذلك، بحضور عبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، ود. محمد حساني علي، مدير عام مكتبة مصر العامة بالأقصر، ود. أحمد يحيى حمزة عميد كلية الفنون الجميلة في جامعة الأقصر، ود. صالح عبد المعطي رئيس قسم التصميم في الكلية، ومجموعة من الأكاديميين، والطلاب، والأدباء، والفنانين، والجمهور.
وفي ثلاثة أيام من المهرجان بدا المشهد الثقافي مرادفاً للمشاهد التاريخية في الأقصر، وتمثّلت القصيدة في توأمة روحية مع اللوحة الفنية.
وفي ثاني أيام المهرجان، كان للنقد حضوره البارز، فجاءت الندوة المصاحبة للمهرجان تحت عنوان: «تلاقي الأجناس الأدبية في القصيدة العربية المعاصرة»، وشارك فيها النقاد د. حسين حمودة، ود. كاميليا عبد الفتاح، ود. محمد سليم شوشة، ود. نانسي إبراهيم، وأدارها د. محمد النوبي.
* أسئلة
قدّمت الندوة انطلاقاً من عنوانها واسع الدلالات بحثاً معمّقاً لتلاقي الأجناس في القصيدة، وطرحت سؤال العلاقة المشتبكة بين الأجناس الأدبية والقصيدة المعاصرة.
وأبرزت مجموعة البحوث والدراسات اتصال السرد والمسرح وارتباطهما بالشعر من جانب، وسلطت الضوء على المستجدات المعاصرة التي طرأت على الكتابة الشعرية لا سيما في التطور التكنولوجي الهائل المتمثّل في الذكاء الاصطناعي من جانب آخر.
وأشارت د. نانسي إلى أن الدراما الشعرية تتعدى فكرة الحكاية التقليدية البسيطة نحو الدراما المسرحية بكافة عناصرها المستحدثة لتخاطب القارئ على مستويين بمزج جنسين أدبيين (الشعر والمسرح)، حيث تتخطى فكرة (المكان) بوصفه خلفية للأحداث، ليصبح جزءاً من الفعل الشعري فيضيف بعداً وظيفياً ديناميكياً للنص الشعري.
وطرح د. محمد شوشة تصوراً حول الدوافع والمنابع الأولى لامتزاج الفنون الأدبية وتداخلها، محاولاً مقاربة سؤال مركزي عن تشكّل هذه الظاهرة ودوافعها ومحركاتها العميقة، مؤكداً أنها ترتبط بمراحل اللاوعي الأدبي، والعقل الباطن أكثر من كونها اختياراً أو قصداً لأسلوب فني.
وحاولت ورقة د. شوشة مقاربة هذه الظاهرة في أبعادها النفسية وجذورها الذهنية في إطار طرح المدرسة الإدراكية في النقد الأدبي، وتصوراتها عن جذور اللغة عند الإنسان وطريقة عمل الذهن، كما حاول الباحث أن يقدم استبصاراً أعمق بما يحدث في عملية الإبداع الشعري وما وراءها من إجراءات كامنة في الذهن البشري، متناولاً الذكاء الاصطناعي كحالة استثنائية يعيشها البشر اليوم، موضحاً أن هذا التطور التكنولوجي الهائل أصبح يقدّم نماذج شعرية لافتة.
ورصدت مداخلة د. حسين حمودة عدداً من المقاربات النقدية لموضوع الندوة، تتمثل في مجموعة من المقالات وأخرى من الكتب والدراسات الأكاديمية، قبل أن يتوقف عند تمثيل واحد من تمثيلات التراسل مع الأنواع الأدبية في الشعر العربي المعاصر، مرتبط بتجربة الشاعر الفلسطيني محمود درويش.
وخلال هذا التمثيل، في قصائد درويش التي تعبّر عن ثلاثة «أطوار» مرّ بها شعره، لخصت مداخلة د. حمودة إلى أن ظاهرة «الأنواع الأدبية في الشعر» يمكن أن تتنوع على مستوى درجة حضورها، وعلى مستوى ملامحها الجمالية، عند شاعر واحد، عبر مراحل المسيرة التي قطعها، موضحاً، «مما يعني، ضمناً، أن هذه الظاهرة قابلة لأن تتنوع وتتباين معالمها من شاعر لآخر، وربما من قصيدة لأخرى».
وعمّقت د. كاميليا في فكرة تلاقي الأجناس، فأشارت مستعينةً بسجّل تاريخ الأدب العربي إلى أن حدوث ظاهرة التداخل بين الشعر وجنس القصة، وقع منذ العصر الجاهلي، بما تشهد به المعلقات التي تميزت بثرائها الأسلوبي «في مجال السردية الشعرية»، ولفتت «طالعنا هذا التداخل في القصيدة العربية المعاصرة – في اتجاهيها: الواقعي والحداثي - ذلك لأنّ الشعراء وجدوا في البنية القصصية المساحة الكافية لاستيعاب خبراتهم الإنسانية».
وأعقب الندوة، جلسة شعرية شارك فيها الشعراء: سمير درويش، وشيرين العدوي، وعماد علي، وعبيد عباس، ومسعود شومان، وأدارها الشاعر محمود مرعي.
* خيوطُ الظل
كما شهد اليوم الثاني، افتتاح معرض فني تحت عنوان «خيوط الظل»، وذلك في مقر كلية الفنون الجميلة في جامعة الأقصر، بمشاركة 25 فناناً وفنانة مصريين وعرباً.
وتجوّل الحضور في أروقة المعرض، مطلعين على مجموعة من الأعمال المشغولة بحرفية عالية تستند إلى أفكار ورؤى تعكس إبداع المشاركين.

أخبار ذات صلة

0 تعليق