أعلنت السلطات السورية الانتقالية، أمس الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق لحل الفصائل المسلحة واندماجها تحت مظلة وزارة الدفاع عقب اجتماع قادتها مع قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع، في وقت تواصلت الاشتباكات، بين قوات سوريا الديمقراطية «قسد» والفصائل الموالية لتركيا غرب نهر الفرات، وذلك بعد تقدم «قسد» في محور سد تشرين والسيطرة على عدة قرى في محيط السد، فيما انفجرت سيارة مفخخة، في مركز مدينة منبج بريف حلب الشرقي، ما أدى إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى في حصيلة أولية، في حين خرجت تظاهرات في دمشق احتجاجاً على إحراق شجرة عيد الميلاد قرب حماة.
وأوردت وكالة الأنباء السورية «سانا» التي أصبحت تنشر الأخبار نقلاً عن غرفة العمليات العسكرية والمصادر التابعة ل«هيئة تحرير الشام» أن «اجتماع قادة الفصائل المسلحة مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع يسفر عن اتفاق لحل جميع الفصائل ودمجها تحت مظلة وزارة الدفاع».
وكان الشرع قال الأحد في مؤتمر صحفي في دمشق مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان «لن نسمح على الإطلاق أن يكون هناك سلاح خارج الدولة سواء من الفصائل المسلحة أو من الفصائل المتواجدة في منطقة «قسد».
ومن جانبها، دعت وزارة الداخلية في الحكومة المؤقتة في قناتها على منصة «تلغرام»: «في إطار الجهود المستمرة لضمان الأمن والاستقرار في جميع أنحاء البلاد دعا وزير الداخلية محمد عبدالرحمن عناصر النظام السابق والمواطنين الذين عثروا على أسلحة من مخلفات النظام السابق في مناطق متفرقة إلى تسليم هذه الأسلحة فوراً إلى السلطات المختصة». وأوضح عبدالرحمن أنه تم تحديد مهلة زمنية لتسليم الأسلحة التي بحوزة عناصر النظام والأهالي. كما أعلن وزير الداخلية القضاء على أحد الكبار التابعين للنظام السابق، من خلال كمين محكم في منطقة حي القدم بالعاصمة دمشق. وأوضح أن ذلك حصل خلال الاشتباك مع إحدى الفرق في العاصمة، حيث انفجرت سيارته نتيجة احتوائها مواد متفجرة.
ومن جانبها، ذكرت وسائل إعلام روسية أن «مسلحين مجهولين أطلقوا النار على سيارة قرب طريق حماة - مصياف ما أدى إلى مقتل ثلاثة قضاة يعملون في محاكم محافظة حماة وسط سوريا».
من جهة أخرى، تعرضت قرية قزعلي في الريف الغربي لمدينة تل أبيض والصوامع الموجودة فيها، بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء لقصف مدفعي من قبل الفصائل الموالية لتركيا، بالتزامن مع قصف بالمدفعية لقرية تل الطويل في الريف الغربي لمدينة تل تمر.
وقتل 3 عناصر من الفصائل الموالية لتركيا، كما تم تدمير آلية عسكرية، مساء الاثنين، بعد محاولة الفصائل التقدم نحو قرية عالية غربي تل تمر في ريف الحسكة.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية، فجر أمس الثلاثاء، مقتل 16 من عناصرها خلال صدهم لهجمات الفصائل المدعومة من تركيا على مختلف مناطق شمال وشرقي سوريا».
من جهة أخرى، قتل شخصان وأصيب أربعة آخرون بانفجار سيارة مفخخة في شارع التجنيد وسط مدينة منبج شرقي حلب. وذكرت التقارير أن المنطقة التي حصل فيها الانفجار هي تحت سيطرة عناصر ما يسمى «بالجيش الوطني» المدعوم من تركيا، بعد انسحاب قوات «قسد»، وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين.
وأدى الانفجار لاندلاع حرائق في السيارات المجاورة وتضرر بعض المنازل في مكان الانفجار.
ومن جهته، قال الجيش الأمريكي إنه نفذ ضربة جوية في سوريا قتلت اثنين من عناصر تنظيم «داعش» وأصابت آخر. وذكرت القيادة المركزية الأمريكية في بيان على منصة إكس أن عناصر تنظيم «داعش» كانوا يتحركون بشاحنة محملة بالأسلحة عندما استهدفتهم الغارة الجوية في محافظة دير الزور، وهي منطقة كانت خاضعة في السابق لسيطرة النظام السابق.
في غضون ذلك، خرجت تظاهرات عدة في العديد من أحياء دمشق المسيحية احتجاجاً على إضرام النار بشجرة خاصة باحتفالات عيد الميلاد قرب حماة. وهتف المتظاهرون «نريد حقوق المسيحيين» بينما ساروا في شوارع دمشق باتجاه مقر بطريركية الروم الأرثوذكس في باب شرقي. وتجمع المتظاهرون بعدما تدفقوا بشكل عفوي من أحياء مختلفة للتعبير عن سخطهم ومخاوفهم، بعد نحو أسبوعين من إطاحة النظام السابق.
إلى ذلك، عبر أكثر من 25 ألف لاجئ سوري الحدود التركية إلى بلدهم خلال الأيام ال15 الأخيرة، حسبما أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، أمس الثلاثاء.
وقال يرلي كايا لوكالة أنباء الأناضول، «تجاوز عدد العائدين إلى سوريا في الأيام ال15 الأخيرة، ال25 ألف شخص».
وفي هذا الصدد، أعلنت القنصلية السورية في بيان أمس الثلاثاء: «سنمنح تذكرة عبور للسوريين الذين لا يمتلكون جواز سفر أو كان منتهي الصلاحية، والتذكرة صالحة لشهر واحد فقط وتمنح لمرة واحدة فقط».(وكالات)
0 تعليق