نمو الإيجارات بالإمارات في 2025 بين الأقوى
دبي: «الخليج»
يتوقع ما يقرب من ثلاثة أرباع الباحثين في سَفِلز حول العالم تسجيل تحسن في نشاط الاستثمار العقاري بشكل كبير في العام 2025، إلى جانب حدوث انتعاش قوي في قيم رأس المال أيضاً. ومن المرجح أن تستفيد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك الأسواق الرئيسية، مثل الإمارات والسعودية ومصر، من هذه الاتجاهات الإيجابية، بفضل تطوير البنية التحتية، إلى جانب الخطط الاقتصادية الطموحة، والطلب المتزايد عبر مختلف القطاعات.
وتوقعت سَفِلز نمو حجم الاستثمار العقاري العالمي بنسبة 27% ليصل إلى 952 مليار دولار في العام 2025، كما سيتجاوز تريليون دولار في العام 2026.
زخم
وتُظهر نتائج استطلاع سَفِلز العالمي بمشاركة 33 متخصصاً من رؤساء الأبحاث، مشاعر التفاؤل المتزايدة في جميع فئات الأصول، مع رصد زخم ملحوظ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مدفوعاً بالمبادرات الطموحة للتطوير الحضري، والسياسات الهادفة إلى جذب الاستثمار الأجنبي المباشر.
وحدد باحثو سَفِلز سوق المكاتب المتميزة باعتباره محركاً مهماً للنمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع توقع زيادة نشاط التأجير ونمو الإيجارات في المدن الكبرى، مثل دبي والرياض.
وتواصل الإمارات الاستفادة من موقعها الاستراتيجي مركزاً عالمياً للتجارة والسياحة، وقدرتها على جذب الشركات والمستثمرين الدوليين. وتعمل مبادرات «رؤية السعودية 2030»، على تعزيز الطلب على المكاتب من الدرجة الأولى والمشاريع السكنية الفاخرة.
المكاتب المتميزة
ويبدو الباحثون في شركة سَفِلز أكثر تفاؤلاً بشأن المكاتب المتميزة على مستوى العالم، حيث يتوقع 81% منهم نمو الإيجارات، بينما يتوقع 91% ارتفاع مستويات نشاط التأجير. وتشير التوقعات إلى أن نمو الإيجارات في العام 2025 سيكون الأقوى في كل من السعودية والإمارات والهند والمملكة المتحدة وإسبانيا.
وتُظهر سَفِلز أيضاً قدراً أعلى من التفاؤل بشأن المكاتب الثانوية. ووفقاً لهذه الشركة الدولية المتخصصة في مجال الاستشارات العقارية، فإنه مع اقتراب عملية إعادة تسعير هذه الأصول من الاكتمال، من المتوقع أن تجذب المكاتب الثانوية اهتمام المستثمرين الذين يسعون إلى تحقيق المزيد من القيمة وانتهاز هذه الفرصة. ومع أن السوق سيظل مملوءاً بالتحديات، يتوقع باحثو سَفِلز زيادات متواضعة في الإيجارات والإقبال على المكاتب الثانوية في الشرق الأوسط والهند واليابان وكوريا الجنوبية والدنمارك وسويسرا.
القطاع الصناعي واللوجستي
وتشير التوقعات أيضاً إلى أن القطاع الصناعي واللوجستي سيجذب اهتماماً كبيراً، ويعزى هذا الاتجاه إلى تنامي سوق التجارة الإلكترونية المتوسعة في المنطقة، ودورها الاستراتيجي في طرق التجارة العالمية. وتتمتع المرافق اللوجستية ومراكز التوزيع المتطورة في عدد من أسواق المنطقة، مثل دبي وجدة، بمكانة قادرة على الاستفادة من هذا الواقع. وعلى نحو مماثل، تؤدي استراتيجية التوسع الحضري التي تقودها الحكومة المصرية، بما في ذلك تطوير العاصمة الإدارية الجديدة، إلى دفع وتيرة النمو في القطاع السكني للأفراد وقطاع الترفيه، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة جاذبية البلاد في نظر المستثمرين الدوليين.
زيادة أحجام مبيعات التجزئة
ومن المتوقع أيضاً أن يشهد قطاع التجزئة تحسناً في الأداء، خاصة مع نمو ثقة المستهلكين، وزيادة أحجام مبيعات التجزئة في جميع أنحاء المنطقة. ويعكس التركيز على مشاريع التطوير متعددة الاستخدامات ووجهات التسوق عالية الجودة، التزام المنطقة نحو تعزيز تجربة التجزئة، وحرص المطورين على تلبية التوقعات المتطورة في أوساط المستهلكين.
استمرار التعافي الملحوظ
وقال بول توستيفين، رئيس قسم الأبحاث العالمية في سَفِلز: «بعد مرور بضع سنوات من التعافي، بدأنا نشهد تحولاً في التيار السائد، ومن ذلك على سبيل المثال انحسار العوامل الدورية التي تثقل كاهل أسعار العقارات والأنشطة الاستثمارية. ونرجّح من جانبنا استمرار التعافي الملحوظ في أسواق رأس المال العقارية، كما أنه سيكتسب المزيد من الزخم في العام 2025».
الوجهة الأبرز للاستثمار العقاري
من جهته، يقول ريتشارد بول، رئيس الخدمات المهنية والاستشارات، الشرق الأوسط، سَفِلز: «تواصل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الكشف عن قدر استثنائي من المرونة، إلى جانب القدرة على التكيف في مواجهة التحولات الاقتصادية العالمية. ومن خلال الاستفادة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي ومشاريع البنية التحتية الطموحة والسياسات التطلعية، تبدو المنطقة على أتم جاهزية لتصبح الوجهة الأبرز للاستثمار العقاري في العام الجاري 2025 والسنوات اللاحقة. وينجذب المستثمرون بشكل خاص إلى التركيز الذي توليه المنطقة على الاستدامة والابتكار، وهما عاملان حاسمان في دفع النمو على المدى الطويل بشكل متزايد».
0 تعليق