في وقت ينتظر فيه الفلسطينيون أن يدخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ غداً الأحد، ارتفعت أعداد الضحايا في اليوم الثاني على التوالي، بعد تنفيذ الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات الجوية. وشن، أمس الجمعة، غارات على قطاع غزة، وارتكب أربع مجازر على الأقل راح ضحيتها عشرات الأبرياء، خصوصاً في شمال القطاع، حيث تستعر حرب الإبادة، بينما ينتظر النازحون بفارغ الصبر تباشير الهدنة.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن إسرائيل لم تحقق أهداف الحرب على غزة، وقال، وفقاً ل «القناة 12» العبرية «طوال شهور لم نتمكن من إعادة مختطف واحد حياً، لذلك مسؤوليتنا ثقيلة كحكومة، وأضاف «رغم الضربات القوية التي تلقتها «حماس» فإننا لم نحقق أهداف الحرب بشأنها».
وفي اليوم ال469 للعدوان، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس الجمعة، أن 88 فلسطينياً قتلوا خلال 24 ساعة لترتفع حصيلة القتلى إلى 46876، منذ بداية الحرب قبل خمسة عشر شهراً.
وقال متحدث باسم جهاز الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، في بيان، إن حصيلة الضحايا في قطاع غزة منذ لحظة إعلان اتفاق وقف إطلاق النار مساء الأربعاء حتى صباح الجمعة بلغت 101 قتيل، بينهم 27 طفلاً و31 سيدة. وأفاد بصل بأن 82 قتيلاً من إجمالي المحصلة قُتلوا بهجمات على محافظة غزة، و16 في المحافظات الجنوبية بينهم 14 من خان يونس واثنان من رفح، و5 من الوسطى. وأوضح متحدث الدفاع المدني أن عدد الجرحى الفلسطينيين جراء تلك الهجمات زاد على 264 مصاباً.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» بمقتل 9 فلسطينيين جراء قصف قوات الاحتلال منزلاً قرب محطة السلطان في جباليا البلد شمال قطاع غزة، مشيرة إلى أن الضحايا هم الأم وأبناء وأحفاد عائلة الصحفي عامر السلطان.
وأكدت الوكالة الفلسطينية مقتل 5 نازحين في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة بركة في بلدة عبسان الجديدة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، مشيرة أيضاً إلى مقتل شابين إثر قصف إسرائيلي استهدف خيمة للنازحين بمحيط سوق الظهرة غرب خان يونس.
وفي وسط القطاع، قال مراسل الوكالة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت خيمة لعائلة علي في شارع المحكمة بمخيم النصيرات. كما قصفت طائرات الجيش الإسرائيلي منازل في شارع يافا شمال شرق مدينة غزة، ما أدى إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى، فيما لم تتمكن طواقم الإسعاف والإنقاذ من الوصول إلى المكان لانتشالهم.
ويأتي هذا التصعيد العدواني، بينما يحبس الفلسطينيون أنفاسهم وينتظر نازحون بسبب العدوان الإسرائيلي إلى أنحاء أخرى من القطاع شيئاً واحداً بفارغ الصبر هو سريان وقف إطلاق النار ليتمكنوا من العودة إلى ديارهم.
ومع ترقّب دخول اتفاق الهدنة الذي طال انتظاره حيّز التنفيذ غداً الأحد، قد يتمكن هؤلاء من العودة إلى أحيائهم.
وتعيش أم خليل بكر مع عائلتها في مخيم النصيرات حيث بذل نازحون فلسطينيون قصارى جهدهم لعيش حياة أشبه بالطبيعية، على الرغم من الحرب. وفي المخيّم يعدّون الخبز في أفران طين بدائية، ويلعبون الورق لتمضية الوقت عندما يتوقف القصف، ويكنسون الشوارع. وإذا ترسّخ وقف إطلاق النار، فسيبدأ الناس بالعودة إلى أحيائهم، على الرغم من المجهول الذي ينتظرهم. وقالت أم خليل في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية «سآخذ خيمتي وأزيل ركام البيت وأنصب الخيمة على الركام حيث سأعيش مع أولادي، عشرة أشخاص».
وتابعت «نعلم أن الطقس سيكون بارداً ولن يكون لدينا بطانيات، لكن المهم هو أن نعود إلى وطننا إلى بلدنا». ويشارك نازحون آخرون يؤويهم المخيم أم خليل تصميمها على إعادة بناء حياتها على الرغم من الدمار الهائل الذي سبّبته الحرب.
وفق أم محمّد الطويل، أياً تكن أوضاع المنازل، تبقى مشقّة العيش في المخيم أسوأ بكثير.
وقالت «سنعود، أياً تكن المصاعب التي قد نواجهها سنعود»، وأضافت «هذه ليست حياة».
وعلى بعد بضعة كيلومترات إلى الجنوب، في دير البلح، كانت عائلة مقاط تحزم أمتعتها القليلة في صناديق كرتون استعداداً للعودة إلى بيت لاهيا في شمال قطاع غزة. وتبحث العائلة عن شاحنة لتقلها إلى المنزل، وفق فاطمة مقاط التي أوضحت «سنأخذ الخيمة معنا... ونعيش فيها تماماً كما بقينا هنا داخل الخيمة». وأضافت «هناك سنعيش في الخيمة حتى يجدوا لنا حلاً لإعادة الإعمار». (وكالات)
0 تعليق