بيروت: «الخليج»، وكالات
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الجمعة، من بيروت، دعم بلاده للقيادة الجديدة في لبنان، مشيراً إلى أن باريس ستستضيف خلال «الأسابيع المقبلة» مؤتمراً دولياً للمساعدة في «إعادة إعمار» لبنان، ودعا إلى «الإسراع» في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، فيما حضّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إسرائيل على وقف «احتلالها» لمناطق في جنوب لبنان، في حين انطلقت رحلة التأليف الحكومي بشكل إيجابي وقال رئيس الحكومة المكلف نواف سلام إنه يقرأ ورئيس المجلس نبيه بري في كتاب واحد هو الدستور ولا خيار أمامهما سوى التفاهم، وسط توقعات بأن يعلن عن الحكومة الجديدة في غضون أسبوع.
وقال ماكرون في مؤتمر صحفي مع نظيره اللبناني في القصر الرئاسي قرب بيروت، «منذ 9 كانون الثاني/يناير، في عز الشتاء، لاح الربيع»، في إشارة إلى انتخاب عون رئيساً. وأضاف مخاطباً عون «أنتم هذا الأمل، ورئيس الوزراء المكلف يجسد هذا الأمل إلي جانبكم»، مؤكداً أن فرنسا التي لطالما «كانت إلى جانب لبنان الحبيب خلال السنوات الصعاب... ستبدي مزيداً من الالتزام إلى جانبكم.. لمساعدتكم على النجاح في هذا الطريق».
وتعتزم باريس استضافة مؤتمر دولي جديد من أجل لبنان.
وقال ماكرون «بمجرد أن يأتي الرئيس عون إلى باريس خلال الأسابيع المقبلة، سننظم... مؤتمراً دولياً لإعادة الإعمار، بهدف حشد الدعم المالي بهذا الصدد».
ودعا ماكرون إلى الإسراع في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار. وقال «تم تحقيق نتائج.. لكن يجب تسريع العملية وتأكيدها على المدى الطويل».
من جهة أخرى، انطلقت عجلة تأليف الحكومة الجديدة بعد اللّقاء الذي جمع الرئيس سلام ورئيس المجلس النّيابي نبيه بري ظهر أمس، حيث أوضح سلام بعد اللقاء أن «الاستشارات النيابية لم تنته الخميس لأنني استكملتها الجمعة وكان هناك إجماع من الكتل على ضرورة النهوض سريعا بالبلد والعمل على الإنقاذ وسأتعهد بذلك». وقال: «اتعهد بالعمل 24 ساعة لتشكيل الحكومة ولا أحد سيعطل ولن نسمح بفشل تشكيل الحكومة للبدء بالعمل المطلوب للإنقاذ». وأضاف: «نقرأ مع بري بكتاب واحد هو الدستور المعدّل في الطائف وسأبقى على تواصل مع بري وبعد الظهر سأزور رئيس الجمهورية لإطلاعه على نتيجة المشاورات ولا حقائب وأسماء وتصور إلا بعد الاجتماع مع الرئيس جوزيف عون».
من جهته، أكد بري أن «اللقاء كان واعداً»، فيما ذكرت مصادر مقربة منه حول مشاركة «حزب الله وحركة أمل» في الحكومة المقبلة، بأنه تم قطع شوط كبير في هذا الموضوع، ولكن لم يُحسم القرار بعد، مشيرةً إلى تعليق على موعد تشكيل الحكومة، إلى أنّ من الممكن أن تشكَّل سريعاً وخلال الأسبوع المقبل.
في غضون ذلك، وخلال زيارته مقر قيادة اليونيفيل في بلدة الناقورة، غداة وصوله إلى بيروت، قال غوتيريش وفق بيان، «إن استمرار احتلال الجيش الإسرائيلي في منطقة عمليات اليونيفيل، وتنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، إنما يمثّلان انتهاكاً للقرار 1701». وأضاف «يجب أن يتوقف هذا». وأشار غوتيريش كذلك إلى أن قوة يونيفيل «قد كشفت عن أكثر من مئة مخزن أسلحة تعود لحزب الله أو مجموعات مسلحة أخرى» في منطقة عملياتها منذ سريان الهدنة. وكان مجلس الأمن الدولي دعا الخميس إلى الإسراع في تشكيل حكومة في لبنان، معتبراً ذلك خطوة «بالغة الأهمية» لاستقرار البلاد والمنطقة بعد انتخاب رئيس للجمهورية.
0 تعليق