أعطت الحكومة الأمنية الإسرائيلية (الكابنيت) موافقتها على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بعد أن مارس الوسطاء ضغوطاً على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بضرورة الانتهاء من موافقات حكومته سريعاً، ووسط انقسامات حادة مع وزرائه، قال مكتب نتنياهو: إن تنفيذ الاتفاق سيبدأ كما هو مقرر له، غداً الأحد، ولن يتأثر بتأخر توقيع الحكومة الإسرائيلية عليه، بينما بدأت التسريبات تتوالى عن صفقة الأسرى والرهائن، واشترطت حركة «حماس» هدوءاً قبل 48 ساعة من بدء الاتفاق، لتتمكن من تسليم الأسرى في اليوم الأول.
وصدق الكابينت الإسرائيلي على اتفاق صفقة التبادل ووقف إطلاق النار. وذكرت وسائل إعلام عبرية أن وزير الأمن الداخلي المتطرف إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش صوّتا ضد الاتفاق. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن «الكابينت» أضاف هدفاً للحرب في أعقاب التوصل لصفقة تبادل هو تعزيز الأمن في الضفة الغربية.
وجاء في نص القرار «سيتم إضافة هدف الحرب التالي: الإضرار بشكل كبير بقدرات المنظمات المسلحة في الضفة الغربية، وتعزيز الدفاع والأمن في الضفة، مع التركيز على الحفاظ على أمن حركة السفر والمستوطنات».
وقال نتنياهو، للوزراء خلال الاجتماع، إننا «حصلنا على ضمانات قاطعة، من واشنطن، بأنه في حال فشل المفاوضات حول المرحلة الثانية، و«حماس» لم توافق على مطالبنا الأمنية، سنعود إلى القتال بقوة شديدة بدعم من الولايات المتحدة».
وقبل ذلك، قالت حركة «حماس»، في بيان، إنه تم حل العقبات التي ظهرت فيما يتعلق ببنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وجاء في البيان «بمساع كريمة من الوسطاء، تم فجر أمس حل العقبات التي نشأت بسبب عدم التزام الاحتلال ببنود اتفاق وقف إطلاق النار».
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المرحلة الأولى من الصفقة تتضمن الإفراج عن ألفي أسير فلسطيني، بينهم مئات المحكومين بالسجن المؤبد، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه سيتم الإفراج عن خالدة جرار القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ضمن المرحلة الأولى لصفقة التبادل، مشيرةً إلى أنه سيتم في الأول الأحد إطلاق 3 رهائن إسرائيليين مقابل 95 أسيراً فلسطينياً. وأفاد مصدران مقربان من «حماس» بأن ثلاث مجندات إسرائيليات هنّ الدفعة الأولى من الرهائن الذين سيفرج عنهم. وقال أحدهما في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية: «سوف يجري إطلاق سراح الدفعة الأولى من الأسرى، 3 مجندات في غزة مساء غد الأحد على الأغلب، وفقاً للآلية المتفق عليها»، مع الإشارة إلى أن هذه المسألة تمّ الاتفاق عليها في اللحظة الأخيرة من المفاوضات.
وصرّح «فور تسلمهنّ، من المفترض أن يقوم الاحتلال بإطلاق سراح أول مجموعة من الأسرى الفلسطينيين وبينهم عدد من ذوي المحكوميات العالية».
وكشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة عبر «إكس» أن الرهينتين الفرنسيتين عوفر كالديرون وأوهاد ياهالومي هما ضمن الرهائن الـ 33 الذين سيتمّ الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من الاتفاق. وأكّد أن الجهود «متواصلة بلا كلل لعودتهما إلى عائلتيهما».
وفي إطار الترتيبات الفنية، التقى ممثلون عن مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل في القاهرة أمس الجمعة، لوضع «آليات» لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وقال مصدر مصري مطلع: «إن الاجتماعات الفنية انطلقت أمس لوضع آليات لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة بمشاركة أطقم مصرية وقطرية وأمريكية وإسرائيلية». وأفاد المصدر بأن المفاوضين اتفقوا خلال المحادثات الجمعة على تسهيل دخول 600 شاحنة مساعدات يومياً تماشياً مع الاتفاق.
من جهته، قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب: إن اتفاق الهدنة في قطاع غزة، ما كان ليحصل لولا الضغوط التي مارسها شخصياً مع إدارته المقبلة.
قبل أربعة أيام من تنصيبه لولاية ثانية، قال ترامب خلال برنامج «دان بونغينو شو» وهو مدون محافظ: إن المفاوضين ما كانوا توصلوا إلى نتيجة نهائية لولا ضغوط فريقه، لا سيما الموفد الأمريكي المقبل إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. وأكد ترامب «لو لم ننخرط في هذا الاتفاق ما كان ليحصل».
وأضاف «غيّرنا مسار الأمور وقد غيرناه بسرعة وبوضوح وينبغي أن يحصل ذلك قبل أن أقسم اليمين». (وكالات)
0 تعليق