جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الثلاثاء، تأكيده رفض مصر تهجير الفلسطينيين، مشدداً على أنه يعد تهديداً للأمن القومي لدول المنطقة، فيما كرر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، دعمه لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، معتبراً أن الخطة يجب أن تحظى بالدعم والتنفيذ، في وقت أجّل المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، زيارته المقررة إلى الشرق الأوسط، على خلفية انشغال الإدارة الأمريكية بالملف الروسي الأوكراني، في حين اقترح زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أن تدير مصر قطاع غزة لثماني سنوات على الأقل.
وجدد السيسي خلال استقباله رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي عمار الحكيم والوفد المرافق له تأكيد رفض القاهرة لمقترحات تهجير الشعب الفلسطيني حتى لا تتم تصفية القضية الفلسطينية. كما شدد، وفقاً لبيان صادر عن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في مصر محمد الشناوي، على ضرورة تجنب التسبب في تهديد الأمن القومي لدول المنطقة. وأضاف أنه «تم تأكيد أهمية بدء عملية التعافي المبكر وإعادة إعمار القطاع دون تهجير أهله الفلسطينيين، مع رفض اقتراحات تهجير الشعب الفلسطيني، لعدم تصفية القضية الفلسطينية وتجنب التسبب في تهديد الأمن القومي لدول المنطقة».
وبالمقابل، كرر نتنياهو دعمه لخطة ترامب بشأن تهجير للفلسطينيين من غزة، معتبراً أن الخطة يجب أن تحظى بالتنفيذ. وشدد نتنياهو، في كلمة مسجلة أمام مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)، على أن إسرائيل تسعى إلى تحقيق ما يسميه «النصر الكامل» في الحرب، بما يشمل تحقيق أهدافها المعلنة للحرب على غزة.
من جهة أخرى، اقترح زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أمس الثلاثاء، أن تتولى مصر إدارة قطاع غزة للسنوات الثماني المقبلة على الأقل عقب نهاية الحرب، لقاء سداد المجتمع الدولي الديون الخارجية للقاهرة. وقال لابيد أمام منتدى في مركز أبحاث بواشنطن «الحل هو أن تتولى مصر مسؤولية إدارة قطاع غزة لثماني سنوات، مع خيار تمديد ذلك إلى 15 سنة». وأضاف «في الوقت ذاته، سيتمّ سداد الدين الخارجي (المصري) من قبل المجتمع الدولي والحلفاء الإقليميين». ويتضمن مقترح لابيد أن تقود مصر «قوة سلام» يشارك فيها المجتمع الدولي ودول الخليج بهدف «إدارة وإعادة إعمار» القطاع، مشيراً إلى أنه «خلال تلك الفترة، سيتمّ توفير ظروف الحكم الذاتي وإنجاز عملية جعل قطاع غزة منزوع السلاح بشكل كامل». في غضون ذلك، أرجأ مبعوث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، زيارته إلى المنطقة لعدة أيام، وفقاً لما نقله موقع «واللا» عن مصدر أمريكي مطلع، أمس الثلاثاء. وكان من المقرر أن يصل ويتكوف إلى المنطقة مساء اليوم الأربعاء. وأوضح المصدر أن سبب التأجيل يعود إلى الجهود الدبلوماسية التي تبذلها إدارة ترامب بشأن الملف الروسي الأوكراني. وتهدف زيارة ويتكوف إلى المنطقة إلى تحريك المفاوضات حول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة «حماس».(وكالات)