صام الفلسطينيون في غزة، أمس السبت، أول أيام رمضان واجتهدوا في صناعة البهجة ونظموا موائد إفطار جماعية وسط الدمار غير المسبوق، الذي خلفه العدوان الإسرائيلي، الذي لم يترك أثراً للحياة في القطاع كما كانت من قبل.
حاول أهالي غزة إحياء بعض العادات الرمضانية على طريقتهم الخاصة، في مشهد يعكس قوة الإرادة، فعلقوا زينة رمضان فوق ركام منازلهم المدمرة، مع مساعي المؤسسات الخيرية لتوفير وجبات الإفطار عبر المطابخ المجتمعية. وتجاهل الفلسطينيون كل ما يمكن أن يقلقهم، واحتفلوا بإفطار اليوم الأول من رمضان بمائدة جماعية في رفح ومدن أخرى.
وليلة دخول الشهر الكريم، استقبل نازحون فلسطينيون في قطاع غزة أولى ليالي رمضان، وسط ظروف قاسية، حيث أغرقت الأمطار الغزيرة عشرات الخيام التي تؤويهم وبقايا المنازل المدمرة التي لجأوا إليها في ظل المماطلة الإسرائيلية بإدخال البيوت المتنقلة والمعدات الثقيلة لتحسين أوضاعهم المعيشية وفق ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار. ومع ساعات السحور، تسربت مياه الأمطار إلى داخل الخيام مبللة ممتلكات وأمتعة النازحين، ما أجبر العديد منهم خاصة الأطفال والنساء على مغادرتها دون وجود مأوى بديل يقيهم البرد القارس. في الوقت ذاته، وجد الفلسطينيون الذين اضطروا للعودة إلى ما تبقى من منازلهم المدمرة، أنفسهم وسط المياه المتسربة من الأسقف والجدران المتصدعة دون وجود أي وسائل تحميهم من قسوة الطقس.
كما غرقت الشوارع بمياه الأمطار، فيما حاولت فرق الطوارئ والإنقاذ التابعة للبلديات التعامل بقدراتها المحدودة في ظل نقص الآليات والإمكانيات جراء التنصل الإسرائيلي عن تنفيذ استحقاقات اتفاق وقف النار بغزة، بحسب المتحدث باسم بلدية غزة حسني مهنا للأناضول.
وفي ظل الأزمات الإنسانية المركبة جراء منع إسرائيل دخول البيوت المتنقلة ونقص المعدات والآليات الثقيلة اللازمة للتعامل مع الكارثة، فإن الأوضاع المعيشية للنازحين تتفاقم، بحسب مهنا.
وتابع: «النازحون يواجهون مصيرهم وحدهم، ورغم كل المطالبات الاحتلال ما زال يعرقل دخول مستلزمات الإغاثة للمتضررين ما يترك عشرات الآلاف منهم في العراء تحت الأمطار والبرد».
وأوضح أن أولى ليالي رمضان تحولت من أوقات للسكينة والعبادة إلى ساعات من البرد والمعاناة.
وذكر أن فرق البلدية تحاول التعامل مع تداعيات الأحوال الجوية، رغم الإمكانيات المحدودة، فإنها تواجه تحديات كبيرة بسبب الدمار الهائل وانعدام الموارد. وقال حول ذلك: «إسرائيل تحرم شعبنا حتى من أبسط مقومات الحياة، بينما نحن في بلدية غزة وباقي البلديات نحاول بقدراتنا المحدودة التخفيف من المعاناة». وشدد على ضرورة وجود تدخل عاجل للضغط على إسرائيل للسماح بدخول المعدات والآليات اللازمة للتعامل مع الكارثة. وتأتي هذه الأحوال الجوية القاسية في وقت يعاني فيه قطاع غزة أزمة إنسانية خانقة، بسبب القيود الإسرائيلية المشددة المفروضة على القطاع ونقص المواد الغذائية والمساعدات الإغاثية والإنسانية، وسط تدهور في الأوضاع الصحية للنازحين، بحسب مهنا.
وسبق وحذرت منظمات حقوقية وإنسانية من تفاقم الأزمة الصحية في ظل افتقار النازحين لأبسط مقومات الحياة. (وكالات)
فلسطينيو غزة يصنعون البهجة برمضان وسط الدمار الهائل - ستاد العرب

فلسطينيو غزة يصنعون البهجة برمضان وسط الدمار الهائل - ستاد العرب
0 تعليق