بين زخات الرصاص وأنين الجوع.. غزيّون موتى في سبيل الخبز - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

«الخليج» - وكالات
تجمّع مئات الفلسطينيين، الثلاثاء، في خان يونس، في جنوب قطاع غزة، قرب نقطة لتوزيع الطحين الذي بات مادة شحيحة جداً في القطاع المحاصر، وكانوا يتدافعون للحصول على كيس طحين.
وتقول مريم بربخ، التي كانت تحاول حمل شوال الدقيق بصعوبة على كتفها: «مضى عليّ عشرون يوماً لم أذق فيها طعم الخبز. نقتات من العدس والمعكرونة. أنا أصبر وقادرة على الصبر، لكن ما ذنب الأطفال؟».
وتتابع بينما تنزل الكيس أرضاً: «أنا أعاني من الضغط ومن الغضروف. فرحت جداً أنني حصلت على الكيس، لكنه لا يكفي».
ويقول محمد أبو الأمين (59 عاماً)، الذي استلم من مركز «الأونروا» المساعدة: «عائلتي مكوّنة من 11 فرداً، استلمت كيس طحين لا يكفي أياماً معدودة».
وأعلنت «الأونروا» أنها بدأت، الثلاثاء، بتوزيع كميات محدودة من الدقيق، بتسليم شوال يحتوي 30 كيلوجراماً لكل عائلة يزيد عدد أفرادها عن عشرة.
وباتت كميات الدقيق في القطاع المحاصر، والذي يشهد حرباً إسرائيلية مدمرة منذ أكثر من 13 شهراً، شحيحة جداً منذ زمن، بينما تدخل المساعدات إلى القطاع بكميات ضئيلة جداً؛ بسبب قيود على المعابر، وصعوبة الوضع الأمني، وتردّي حال الطرق بسبب القصف.
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئيين (الأونروا)، الأحد، وقف إدخال المساعدات من معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي، ما زاد في المعاناة.
ويروي فلسطينيون لوكالة فرانس برس أنهم بدأوا منذ أشهر، يستيقظون قبل الفجر ليأخذوا دورهم في طابور طويل أمام المخابز التي لا تزال تعمل، على أمل الحصول على كيس خبز ولو كان صغيراً.
وقتلت، الجمعة، امرأة وشابة في تدافع أمام فرن في دير البلح في وسط القطاع.
ويقول شقيق إحداهما حميل فياض: «للحصول على كيس خبز، يجب الانتظار بين ثماني إلى عشر ساعات»، مشيراً الى أن شقيقته كانت تريد أن تطعم أفراد العائلة العشرة، وإلى أن «كل الشعب الفلسطيني يعاني»؛ بسبب «الاحتلال» وبسبب «التجار الذين يريدون أن يربحوا على حساب الناس».
وتقول ليلى حمد (39 عاماً)، وهي أم لسبعة أطفال وتقيم مع أقاربها في خيمة في منطقة المواصي غرب خان يونس: «أساساً الدقيق شحيح جداً، وبالكاد نحصل على جزء بسيط منه كل شهرين، الأزمة تضاعفت».
سرقة المساعدات
وتتولى «الأونروا» توزيع كميات من الدقيق كلّ شهرين في جنوب القطاع لمئات آلاف النازحين، بحسب عدد أفراد العائلة.
وقال ناطق باسم «الأونروا»، إن المنظمة الأممية تقوم باستلام كلّ المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة نيابة عن كافة وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى.
واستولت، الأحد، «عصابات مسلحة»، وفق ما قالت الأونروا، على شاحنات المساعدات. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، سرق مسلحون شاحنات مساعدات واستولوا عليها، وفق ما أعلن آنذاك المفوض العام لـ«الأونروا» فيليب لازاريني.
وخلال الأسابيع الماضية، قام عشرات المسلحين بالهجوم وسرقة عدد من الشاحنات التي تحمل مساعدات قادمة من معبر كرم أبو سالم، وأعلنت حركة حماس قتل عشرين مسلحاً من «عصابات سرقة المساعدات» قبل أسبوعين في جنوب القطاع.
وتصف ليلى حمد الوضع في خان يونس بـ«الخطير والمرعب بسبب القصف والخوف والجوع». وتتابع «نعاني مجاعة حقيقية».
وتقول «الأونروا»، إن 65 شاحنة مساعدات فقط دخلت القطاع يومياً في أكتوبر/تشرين الأول، في مقابل قرابة 500 شاحنة قبل الحرب.
وتردّ وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية «كوغات»، بأنّ «سبعة في المئة فقط من المساعدات التي وصلت إلى قطاع غزة في نوفمبر نسقّتها الأونروا». وأضافت أن «عشرات المنظمات الإنسانية العاملة في قطاع غزة تُواصل تأدية دور متزايد في إيصال المساعدات».
«لا شيء في الأسواق»
ويقول الفلسطيني ناصر الشوا (56 عاماً)، الذي لجأ مع عائلته إلى منزل صديق له غرب دير البلح: «لا يوجد دقيق ولا طعام ولا خضراوات في كل القطاع، لا يوجد شيء في الأسواق»، مشيراً إلى أن سعر شوال الدقيق 50 كيلوجراماً ارتفع إلى ما بين 500 إلى 700 شيكل، إن وُجد».
وتقول الأمم المتحدة، إن بعض مناطق قطاع غزة تواجه خطر المجاعة.
وتقول ليلى حمد: «الناس في غزة يُقتلون، إما بالقصف الإسرائيلي أو بالجوع، لا خيار ثالثاً».

أخبار ذات صلة

0 تعليق