جمال الدويري
الزراعة في أي دولة كانت، ليست أمراً كمالياً بل هي في صميم الحياة والاحتياجات، وأساس تحقيق أي أمن غذائي واكتفاء ذاتي.
مجموعة البنك الدولي، ترى أن التنمية الزراعية من أقوى الأدوات لإنهاء الفقر وتعزيز الرخاء وتوفير الغذاء، والزراعة بالغة الأهمية للنمو الاقتصادي وتشكل 4% من إجمالي الناتج العالمي، وفي بعض أقل البلدان نمواً، تشكل نحو 25% من إجمالي الناتج المحلي.
في الدول الأكثر رخاءً، لم تشكل الزراعة الهاجس نفسه، لكن التقلبات العالمية، وتضرر سلاسل الإمداد العالمية، تجعل المشروع واجباً وطنياً يجب الانتباه إليه، ومنحه المزيد من الاهتمام، لعله يشكل جزءاً من الاكتفاء الذاتي أو كله.
بعض الدول وبسبب طبيعة تربتها غير الصالحة وندرة المياه الحلوة، ترى أن الزراعة مشروع صعب، ويتطلب إيجاده في الواقع، كلفاً مادية ولوجستية ضخمة لإنجاحه.
دولة الإمارات التي أولت قطاعات الحياة كافة الاقتصادية والسياحية والاستثمارية، والاجتماعية والثقافية أهمية كبيرة، تلتفت اليوم إلى الزراعة مكوّناً أصيلاً من مكوّنات الدولة، لتخصص لهذا المشروع اجتماعاً خاصاً لمجلس الوزراء، تطلق عبره المبادرات والأفكار.
صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وخلال اجتماع مجلس الوزراء يوم أمس في المرموم، أطلق البرنامج الوطني «ازرع الإمارات» لدعم توجهات الدولة إلى التنمية الزراعية، وتعزيز معدلات الأمن الغذائي الوطني المستدام.
هذه الفكرة التي طالما عمل عليها المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، تعاد اليوم، كما حلم يوماً بالفضاء، ووصل أبناؤه إلى المحطة الدولية ولديهم مسبار وصل إلى المريخ، هم اليوم يفتحون ملفّ الزراعة على مصراعيه، تنفيذاً لوصيته في تشجير أرض الإمارات وتخضيرها وتعميرها بالزراعة.
مجلس الوزراء ولأجل إنجاح هذا المشروع أنشأ المركز الزراعي الوطني، الذي سيكون محركاً رئيسياً لهذا القطاع خلال المرحلة القادمة، عبر دعم القطاع فنياً وتقنياً، وبناء الشراكات ودعم المنتجات.
هذا البرنامج سيدعم بالتأكيد «عام الاستدامة 2023- 2024»، الذي اعتمد على مدى عامين متتاليين، لأهميته في تعزيز منظومة الاستدامة البيئية، عبر الإسهام الفعال للمنتجات المحلية، في خفض البصمة الكربونية كونها منتجات طازجة.
الشارقة أولت بمتابعة شخصية من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الزراعة أهمية كبيرة، وأصبحنا اليوم نرى قمح «سبع سنابل» الذي تنتجه مزرعة مليحة في كل مكان.
كل مشروع ومهما عظم، فإن الإمارات قادرة على إنجاحه بعزيمتها، فهي لا تعرف المستحيل.. فهل سيكون عام 2025 عاماً للزراعة؟
[email protected]