معرض الشارقة للكتاب.. أرقام ودلالات - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مرة ثانية في فلك معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والأربعين التي تنطلق بعد أقل من شهر، ومرة ثانية نتحدث بلغة الأرقام، إذ تنطلق، كالعادة، الدورة التدريبية للناشرين العرب والأفارقة في الثاني من نوفمبر، وكما جاء في بيان المعرض يشارك في الدورة 157 ناشراً 52 منهم من الإمارات، و50 ناشراً عربياً، و55 ناشراً إفريقياً، وتقام الدورة بالتعاون مع جامعة نيويورك.
ميزة هذه الدورة أن العنوان البارز فيها هو «الناشرون الأفارقة» أو «النشر الإفريقي» وهو المجال البحثي الذي قليلاً ما تنتبه إليه مؤسسات العالم المعنية بصناعة الكتاب، فيما أن هذا الموضوع النشري الإفريقي هو أساسي في الشارقة. وقبل ذلك انفتح مشروع الشارقة الثقافي والنشري على قطاع صناعة الكتاب في إفريقيا، واليوم تطرح هذه الصناعة على بساط البحث بمشاركة ناشرين إماراتيين وعرب في سبيل فتح قنوات عمل مشترك وفعّال بين قطاعي النشر في الوطن العربي وإفريقيا «مع الأخذ بعين الاعتبار أن بلداناً عربية عدة هي إفريقية».
إفريقيا قارة أدب روائي وشعري ومسرح، والعديد من الكتّاب الأفارقة يكتبون بالإنجليزية، والبعض يكتب الشعر بالعربية، وتقيم دائرة الثقافة في الشارقة مهرجانات شعر منتظمة في عدد من البلدان الإفريقية، وهي حالة ثقافية تواصلية نشأت عبر الشعر، ديوان العرب، الذي هو جزء مهم من ديوان العالم الشعري.
المغرب ضيف شرف المعرض، ونعود هنا ثانية إلى معطيات الأرقام، إذ يشهد المعرض برنامجاً ثقافياً مغربياً يقوم على أكثر من 107 فعاليات ينعشها أكثر من 100 كاتب وكاتبة من البلد العربي الذي جذب إليه عشرات الكتاب من العالم، وبخاصة تلك الفضاءات الثقافية والآثارية والجمالية في الرباط ومرّاكش وطنجة.
خرجت الكثير من الظواهر النقدية الحديثة من خلال الجامعات المغربية، ويكتب إخوتنا المغاربة بالعربية والفرنسية، لكن أرواحهم الثقافية واللغوية تبقى مشدودة بقوة ملحوظة وجدانية ونفسية تجاه اللغة العربية.
سنلتقي بشعراء وشاعرات من المغرب ذوي ثقافة أدبية رفيعة، والبعض من هؤلاء الشعراء والشاعرات أساتذة جامعات، ولديهم استيعاب عالي القيمة للثقافة والأدب والفنون في المشرق العربي، وهي نقطة مفصلية جديرة بالتداول والتوصيف خلال المعرض.
يشهد المعرض 105 عروض مسرحية وجوّالة، كما يشهد المعرض أيضاً الدورة الثالثة من «مهرجان الإثارة والتشويق»، وبين هذه الفعالية وتلك هناك صف نوعي من كتّاب العالم نلتقي بهم ونحاورهم ونبني معهم جسور معرفة وصداقة.
الخلاصة في كلمة موجزة: إن العنوان الأكبر والأهم لمعرض الشارقة الدولي للكتاب هو القراءة، وثقافة المطالعة، وآفاقها الإماراتية، والعربية، والعالمية، تلك الآفاق التي عزّزها معرض الشارقة الدولي منذ ثمانينات القرن الماضي وإلى اليوم في الإطار العام لمشروع الشارقة الثقافي، مشروع الحكمة والمعرفة وعافية عقل الإنسان وروحه وقلبه.
[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق