قمة ترامب وبوتين وما وراءها - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

يبدو أن الاستعدادات للقاء المتوقع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بدأت مبكراً، وحتى قبل موعد التنصيب المنتظر في العشرين من الشهر الجاري، فقد أعلن ترامب، من مقر إقامته بمنتجعه في فلوريدا، أن لقاء سيُجرى بينه وبين بوتين، وأن تحضيرات اللقاء جارية، من دون ذكر موعد محدد، ورد الكرملين على هذا التصريح بأحسن منه بتأكيده أن الرئيس الروسي جاهز للحوار من دون أي شروط مسبقة.
التناغم الإيجابي بين ما يصدر من الولايات المتحدة وما يأتي من روسيا، يؤكد أن صفقة ما تم العمل عليها في الفترة الماضية، وأصبحت جاهزة للتنفيذ، وسيقبل بها الجميع، طوعاً أو كرهاً، فيما بدا قلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتعاظم مع غروب شمس إدارة بايدن في البيت الأبيض، وعودة ترامب الذي لم يترك فرصة من دون انتقاد الدعم الأمريكي لأوكرانيا والسخرية من زيلينسكي، مقابل إبداء الإعجاب ببوتين، حتى أنه أبدى تفهماً لموقف روسيا من توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً.
الاجتماع الذي استضافته، قبل يومين، قاعدة رامشتاين الأمريكية في ألمانيا، وضم حلفاء أوكرانيا الغربيين، ربما يكون الأخير بهذه الصيغة، أو الأخير بالمرة، وقد بدت مؤشرات ذلك من انسحاب الأضواء عنه، ومن المواقف المرتبكة للمشاركين فيه، بينما قال زيلينسكي إن انتشار قوات غربية في بلاده سيساعد في «إرغام روسيا على السلام»، وهي فكرة مستوحاة من الخطة المنسوبة لترامب، والتي تنص على نشر قوات حفظ سلام أوروبية غير مقاتلة، ولكنها قوبلت برفض روسي سريع، وربما سيتم صرف النظر عنها، حتى تتبين ملامح الصفقة المتوقعة بين ترامب وبوتين.
هناك توقعات كثيرة تشير إلى أن الحرب في أوكرانيا تقترب من وضع أوزارها، وستكون هذه النهاية مؤلمة لكييف ولحلفائها الأوروبيين. أما الولايات المتحدة، وخصوصاً مع ترامب، فلا ترضى بأن تكون في صف الخاسرين. ولأنها لا تهتم بغير مصالحها، فليس لها حلفاء دائمون، وخصوصاً الأوروبيين المرتابين من السياسات الجديدة لترامب. وهناك مؤشرات أن العلاقات بين الجانبين ستكون مأزومة ومتدهورة، وقد تكون أوكرانيا تفصيلاً ثانوياً في هذا السياق، قياساً بالمطالبة بزيادة الإنفاق الدفاعي لدول «الناتو» 5%، التي قوبلت برفض ألماني فرنسي صريح، وكذلك تهديد ترامب بالسيطرة على جزيرة غرينلاند الدنماركية، ولو بالقوة، إضافة إلى الاستخفاف بالاتحاد الأوروبي وتوجيه الانتقادات اللاذعة لزعمائه وسياسييه، مثل المستشار الألماني أولاف شولتس.
اللقاء بين ترامب وبوتين، قد يكون قريباً جداً، وقد يحمل مفاجآت لا يمكن استيعابها سريعاً، مثل إرغام كييف على التنازل عن نحو 20% من أراضيها إلى روسيا، وإنهاء حكم زيلينسكي بإجراء انتخابات مبكرة أو بأي طريقة أخرى.
وأحد وجوه الصفقة سيسوق لأول تغيير للخرائط في أوروبا، وهو أمر له ما بعده، فتهديد كسر الحدود ربما سيبدأ، مع إدارة ترامب.

أخبار ذات صلة

0 تعليق