خرائط الضم الإسرائيلية - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

تعيش الضفة الغربية، أسوأ أحوالها مع الهجمة الإسرائيلية الشرسة عليها، وسهام الاستيطان والأطماع والقتل التي تخترقها من كل حدب وصوب، إذ إن الاستيطان يتفشى فيها كالسرطان، وبشكل متسارع مؤخراً، تمهيداً لإعلان الضم، وقتل كل حلم يطمح إليه الفلسطينيون، ولو بدويلة تمنحهم هويتهم، وتنجيهم من الفصل العنصري «الأبرتهايد» الممارس ضدهم، والمعاملة اليومية السيئة التي يتلقونها في مدنهم وقراهم وأحيائهم، إذ لم تعد هناك بقعة ناجية من بطش الإسرائيليين وإذلالهم لأصحاب الأرض، الرافضين لذلك جملة وتفصيلاً، بكل أشكال الصمود.
تصريحات القادة الإسرائيليين لا تتوقف عن حلمهم بالتوسع، فنتنياهو خرج على منصة الأمم المتحدة عارضاً خريطة تظهر فلسطين التاريخية، بما يشمل الضفة وغزة والجولان على أنها «دولة إسرائيل»، كما أن أفعالهم تتطابق مع أقوالهم، حول ضرورة إنهاء القضية الفلسطينية، بطرد الشعب وتهجيره بأي طريقة كانت، حتى لو بإبادته وضربه بالنووي، وهذا ما نراه واقعاً في غزة التي يُحرق أطفالها ونساؤها يومياً، والضفة التي تستبيحها القوات الإسرائيلية وتقتل أهلها كيفما شاءت، في ظل غياب أي رادع قانوني أو أخلاقي يلجمها ويوقف عدوانها.
آخر فصول العنجهية كانت، عندما نشرت حسابات إسرائيلية رسمية على منصات التواصل الاجتماعي، خرائط للمنطقة تزعم أنها تاريخية لإسرائيل، تشمل أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة ومن الأردن ولبنان وسوريا، وذلك في ظل سعي محموم على الأرض، لتوسيع دائرة السيطرة على مناطق في سوريا، وتقارير تفيد بأن الجيش الإسرائيلي سيبقى في نقاط عدة في لبنان بعد انتهاء مهلة ال60 يوماً للانسحاب، إضافة إلى التلميحات الكثيرة حول الأردن لجعلها وطناً بديلاً للفلسطينيين، بينما ثمة أصوات كثيرة متطرفة تدعو إلى ضم أجزاء منها.
الأمر لا يتوقف على الأحلام فقط، إذ إن الضم يسير على قدم وساق بكل المناطق خصوصاً في الضفة، وآخرها الإعلان عن مصادرة 24 ألف دونم لتوسيع المستوطنات، كما تم وضع خطة لزيادة عديد المستوطنين في الجولان، وإعادة الاستيطان في غزة، كل ذلك بدعم من أعلى المستويات التي ترى أنها أمام فرصة تاريخية، في ظل صمت عالمي مطبق أمام أعتى الجرائم، إذ تعتقد إسرائيل أنها لن تُواجه من أحد مهما تغولت أو فعلت، مع تواطؤ حكومي غربي لا مثيل له للمقتلة في فلسطين، بالسلاح والسياسة والاقتصاد.
ما تمرّ به المنطقة خطر جداً، لأن إسرائيل غير معنية بتهدئة الأوضاع، فهي كلما انطفأ فتيل أشعلت آخر، ما يُنذر بتصعيد كبير قد تكون ارتداداته السلبية على الجميع وفي مقدمتهم تل أبيب، التي لا تزال تحكمها عقلية الثأر والعنجهية بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما يصب الزيت على النار التي قد تحرق المنطقة برمتها.

[email protected]

أخبار ذات صلة

0 تعليق