انتبه اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات لأهمية الترجمة مبكراً، ومنذ السنوات الأولى لتأسيسه عام 1984، ففي 1990، أصدر الاتحاد مجموعة شعرية بعنوان «الفالس الأخير في سانتياغو» للشاعر الإسباني آرييل دورفمان، وترجمها إلى العربية كامل يوسف حسين الذي كان يعمل وقتها في الصحافة الإماراتية. ومن المجموعات الشعرية التي صدرت عن اتحاد الكتّاب في عقد التسعينات مجموعة قصائد بعنوان «الشيطان وقصائد أخرى» ونقلها إلى العربية الشاعر والمترجم المصري رفعت سلّام.
على مستوى الإصدارات القصصية والروائية، عمل الاتحاد في الثمانينات على إصدار سرديات أجنبية نقلت إلى العربية آنذاك بحرفية ترجمانية، فقد ترجم فكري بكر، مجموعة قصص بعنوان «الرحلة العجيبة» للكاتب شوساكو إندو، عام 1989. وصدرت أيضاً في 1987 قصص «أطفال آخر الزمان» للكاتب التركي الساخر عزيز ينسين، ونقلها إلى العربية القاص الأردني عمر عدس، كما أصدر الاتحاد مجموعة من القصص للكاتب الإيراني صمد بهرنجي عام 1986، ونقلها إلى العربية الكاتب الإماراتي علي عبد العزيز الشرهان، وعمر عدس.
كانت الترجمة، إذاً، ضمن نطاق أولويات النشر في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات قبل أكثر من ثلاثة عقود شهد خلالها الاتحاد وبشكل عام آنذاك حركة نشر خصبة التنوّع الأدبي على مستوى القصة القصيرة والشعر بشكل خاص.
اللافت في تلك الحالة الترجمانية التي عمل عليها الاتحاد قبل هذه العقود من الزمن، أنها كانت تقوم على أقلام مترجمين عرب كانوا يعملون ويقيمون في الإمارات إلى جانب تكليف الاتحاد لمترجمين عرب عند الحاجة لإصدارات عالمية منقولة إلى العربية.
نعود اليوم إلى ذلك الزمن النشري النوعي لاتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، ونحن نشهد حركة نشر إماراتية وعربية ينعشها الاتحاد في هذه المرحلة الثقافية الجديدة والنشطة في هذه الجهة المحلية التي تجمع في كيانها الثقافي المئات من الكتّاب الإماراتيين والعرب.
نتحدث هنا عن الترجمة وصدور عناوين مبكرة عن الاتحاد منذ عقود من الزمن، ويأتي هذا الحديث اليوم في سياق ظاهرتين ملحوظتين في الإمارات، الأولى: ظهور مؤسسات ترجمانية عالمية كبرى مثل مشروع «كلمة» في أبوظبي الذي تجاوز الألف عنوان في الآداب والعلوم والفنون والحضارات والتاريخ والفكر والفلسفة. والثانية: تعدد دور النشر الإماراتية المعنية أساساً بالثقافة المحلية والكتاب المحلي إلى جانب الإصدارات العربية النوعية التي تجد بيئتها النشرية المهنية هنا في الإمارات.
في ضوء هذا التفاؤل بحيوية الثقافة في الإمارات، سيعود الاتحاد إلى فضاءات الترجمة الأدبية التي بدأها بجرأة في الثمانينات من القرن العشرين.
[email protected]
0 تعليق