التكنولوجيا وفخ الإنتاجية الوهمية - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

لم تعد مشكلة إدارة الوقت تقتصر على نقص الأدوات أو الموارد، لأننا نعيش في عصر التكنولوجيا الذكية، فالتطبيقات تُذكّرنا بمواعيدنا، والجداول الإلكترونية تُرتّب أولوياتنا، والساعات الذكية تُنبهنا متى نتحرك، أو متى نأخذ استراحة، ومع هذا لا يزال الكثير منا يشعر بأن الوقت يفلت من بين أيدينا. لماذا مع كل هذا التقدم، نفشل في تنظيم وقتنا؟
أحد الأخطاء الشائعة هو الوقوع في «فخ الإنتاجية الوهمية»، نحن نُكثر من استخدام التطبيقات والتنظيم المسبق دون أن نتوقف لنسأل: هل ما نفعله حقاً يُحسن إنتاجيتنا؟ وضع قائمة طويلة من المهام قد يمنح شعوراً زائفاً بالإنجاز، لكنه في الواقع يسبب التوتر والإرهاق، خاصة عندما نحاول إنجاز كل شيء دفعة واحدة.
تلك الأدوات التي من المفترض أن تُساعدنا على التركيز، كأنها تصبح نفسها مصدراً للتشتت، إشعارات التطبيقات، الرسائل الفورية، ووسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها، جميعها تُشتت انتباهنا باستمرار، ما يجعلنا نقضي وقتاً أطول في «استعادة التركيز» مما نقضيه في العمل نفسه.
الكثير من الناس يبدؤون يومهم دون رؤية واضحة لما يريدون تحقيقه، الأدوات الحديثة تُمكّننا من جدولة كل دقيقة، لكن إذا لم يكن لدينا فهم عميق لأولوياتنا وأهدافنا، فإن تلك الجداول تبقى مجرد قوائم فارغة لا تعكس احتياجاتنا الحقيقية.
الأدوات الحديثة وتقنياتها ليست المشكلة، نحن من نحتاج إلى إعادة النظر في طريقة استخدامنا لها. التكنولوجيا يمكن أن تكون حليفاً قوياً إذا عرفنا كيف نُديرها، لكنها قد تتحول إلى عبء إذا اعتمدنا عليها دون وعي، المفتاح هو في التوازن: فهم احتياجاتنا، تحديد أولوياتنا، واستخدام الأدوات كوسيلة لتحقيق أهدافنا، لا كغاية في حد ذاتها، الوقت لا يحتاج إلى أدوات لإدارته، بل إلى وعي بأهميته، واستثمار ذكي لكل دقيقة منه.
وكما قالت سوزان وجسيكي، الرئيسة التنفيذية السابقة ل«يوتيوب»: «التكنولوجيا مجرد أداة، الناس يصنعون الأشياء، وليس التكنولوجيا».
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق