ماذا تقول عنّا قوائم المهام المهملة؟ - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

في عالم يسير بسرعة فائقة، ومعها نضع الخطط، ونحدد الأهداف، ونبدأ في ترتيب أفكارنا حول ما يجب إنجازه، وهذا يتطلب وضع قوائم لهذه المهام والمسؤوليات، لكن الذي يحدث في بعض الأحيان أن تصبح هذه القوائم مجرد أوراق مهملة في زاوية المكتب، أو على شاشات مكدسة بالمهام التي لم تنفذ.
والخطط غير المنجزة غالباً ما تكون مرآة لقلقنا الداخلي، أو حتى لتشتتنا الذهني، عندما نضع أهدافاً طموحة، ولكننا لا نلتزم بها، قد يكون هذا دليلاً على أننا غير مستعدين للالتزام بتغيير حقيقي في حياتنا. هذه القوائم المهملة قد تشير إلى نقص في التنظيم أو في الدافع، لكن ربما تشير أيضاً إلى صراع داخلي بين ما نرغب في تحقيقه وما نحن مستعدون فعلاً للقيام به، قد نضع قائمة طويلة من الأهداف، ولكن في العمق، قد تكون أولوياتنا مختلفة عما نعتقد.
قد تكون قوائم المهام غير المنجزة نتيجة للتشتت أو القلق المستمر. في عالم مليء بالمنبهات والضغوط الخارجية، قد يصبح التركيز على المهام اليومية أمراً صعباً، نستطيع أن نضع الخطة تلو الأخرى، لكننا ننسى أحياناً أن العملية لا تتم فقط بالتخطيط، بل تحتاج إلى الالتزام والعمل المستمر، قد تظل القوائم مملوءة بالمهام غير المنجزة لأننا نبحث عن الكمال، أو لأننا نخشى الفشل، فيصبح التأجيل بمثابة وسيلة لحماية أنفسنا من الخيبة.
تخبرنا هذه القوائم أكثر مما نعتقد، هي ليست مجرد انعكاس لكسلنا أو ضعفنا في التنظيم، بل هي نافذة نطل من خلالها على أنفسنا، على مخاوفنا، وتطلعاتنا، وأولوياتنا الحقيقية، ما نؤجله قد يعكس أحياناً ما نخاف منه، أو حتى ما لا نريد مواجهته، وربما نحتاج فقط إلى التوقف والتفكير في السبب وراء تلك المهام غير المنجزة: هل هي حقاً مهمة بالنسبة لنا، أم أننا ببساطة نضعها لأننا نعتقد أننا يجب أن نفعل ذلك؟
إذاً، في كل مرة نلقي نظرة على قوائم المهام التي لم تكتمل، ربما علينا أن نتساءل: ماذا تخبرنا هذه القوائم عن شخصياتنا؟ وماذا تقول عن الأشياء التي نختار أن نؤجلها؟ ربما تكمن الإجابة في داخلنا، في أولوياتنا التي نحتاج إلى إعادة تقييمها.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

أخبار ذات صلة

0 تعليق